رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

«عدى النهار»، كما غنى عبدالحليم وما زالت «المغربية تتخفى وراء ضهر الشجر»، بعد نصف قرن على هزيمة يونية سنة 1967 ما زلنا نحلم بوطن جميل، حُر حرية حقيقية، يحتضن أبناؤه ويلمهم فيحبون ثراه، ويسعدون أن يُنجبوا أجيالًا وراء أخرى لتتذوق حلاوة الانتماء إليه.

نصف قرن من الوجع، ويبدو أننا لم نتعلم من دروس الهزيمة التى كسرت أرواحنا وأدخلتنا كهف الارتخاء والأحزان عقودًا من الزمن، لذا وجب أن نُذكر، لعلَّ الذكرى تنفع المصريين.

كان أول درس لـ5 يونية هو أن الكلام لا يصنع تقدماً، لا الخُطب الحماسية، ولا تهديد القوى الكبرى، ولا التبشير بجنان عدن يحول الحلم إلى واقع، وكما كتب نزار قبانى فى رائعته التى كتبها على هامش النكسة «بالناى والمزمار/ لا يحدث انتصار».

لقد خسرنا الحرب مرتين، كما قال نزار: «لأننا ندخلها، بكل ما يمتلكه الشرقى من مواهب الخطابة/ العنتريات التى/ ما قتلت ذبابة/ لأننا ندخلها بمنطق الطبلة والربابة».

ثانى الدروس أن الاستبداد وحكم الفرد لا يمكن أن يصنع تقدماً، لا تنمية حقيقية ولا عبور نحو مصاف الدول الكبرى وهناك حاكم أكبر وأعلى له سلطات لا حدود لها، ولا يجرؤ أحد أن ينتقده أو يختلف معه، دلونى على دولة متقدمة شرقًا أو غربًا وفيها حاكم مستبد، ديكتاتور، يعتقل مَن يختلف معه.

«يا حضرة السلطان/ كلابك المفترسات مزقت ردائى/ ومخبروك دائمًا ورائى/ عيونهم ورائى/ أنوفهم ورائى/ أقدامهم ورائى/ يستجوبون زوجتى/ ويكتبون عندهم أسماء أصدقائى»، هكذا عبر نزار عن انشغال النظام الحاكم بتتبع معارضيه وقمعهم والتضييق عليهم بدلًا من الاستفادة من تعدد الآراء والتحاور البناء وتقييم الأداء.

ثالث الدروس أن حرية الرأى والتعبير هى الوسيلة الوحيدة لإصلاح الخلل وعلاج السلبيات، وأن دولة «آمين» لا يمكنها التقدم أبدًا إلى الأمام، فما «دخل اليهود من حدودنا وإنما/ تسربوا كالنمل من عيوبنا».

رابع دروس يونيو أن أعداء الدول وأصدقاءها لا يتحددون طبقًا لمزاج الحاكم ولا لأيديولوجياته وقناعاته الشخصية وإنما لمصلحة الوطن ومصلحة الشعب فقط.. إن الدول تعادى وتسالم طبقًا للمصالح الشخصية للأمة والتى قد تتغير من زمن لزمن ومن عهد لآخر، لا أعداء دائمون ولا أصدقاء يستحقون أن نضحى بأبناء مصر من أجلهم.

خامس الدروس لا يوجد حق وباطل فى عالم السياسة، هناك منتصر ومنهزم، وهناك قوى وضعيف، والعالم لا يحترم سوى الأقوياء، لذا فإن التسليح ضرورة وجود، والقوة العسكرية فى كل الظروف لازمة حتى تتحقق القوة السياسية، ما دامت تلك القوة منظمة بالدستور وغير مجمعة فى يد فرد واحد يستغلها كما يشاء.

وربما يُعبر عن ذلك الشاعر الراحل محمود درويش فى قصيدة شهيرة يقول فيها: «لا تكتب التاريخ شعراً/ فالسلاح هو المؤرخ».

وحفظ الله مصر وألهم قادتها التعلم من دروس 5 يونية القاسية.

والله أعلى وأعلم.

 

 

[email protected] com