رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

لم يكن عم إبراهيم، بواب الدقى من هؤلاء الذين يخططون أو يحسبون الأمور بالورقة والقلم، لكنه كان يتعامل مع البشر بطبيعته السمحة وأخلاقه الطيبة وسلوكه القويم، ولذلك دخل هذا الرجل قلوب كل من يتعامل معه، ومنهم الطالب الذى كانت الأقدار تخبئ له موقعاً عظيماً فى بلاده، حيث تولى أمر تلك البقعة الجميلة من أرض الإمارات التى عشقها كل أهل مصر، وهى إمارة الشارقة.. وإلى هناك اتجه أولاد عم إبراهيم للعمل فى الإمارة، ومن المفترض أن يقوم عم إبراهيم بناءً على دعوة من حاكم الشارقة بزيارة الشارقة؛ لحضور حفل تخرج حفيد عم إبراهيم من الجامعة الأمريكية بالشارقة، وكان عم إبراهيم ينتظر لحظة تخرج حفيده بفارغ الصبر وأيضاً ليلقى نظره على الإمارة التى قال له أحفاده إنها حتة من مصر، وأيضاً لكى يلتقى عم إبراهيم بهذا الطالب صاحب السيرة الطيبة العطرة، والذى لا تزال سيرته تغرد فى كل مكان، حيث منحه الناس لقباً ربما هو أعظم الألقاب.. الحاكم الصالح.. كان عم إبراهيم يتمنى لو ذهب إلى الشارقة ولكن رفيقة مشوار العمر أم الأولاد تعرضت لأزمة صحية عنيفة.. وكان على عم إبراهيم أن يدوخ دوخة الخواجة ينى مع أقرب الناس إليه وشريكة العمر بحلوه ومره ليكتشف أنها فى حاجة إلى جراحة عاجلة ولم تكن إمكانيات عم إبراهيم تسمح بالأرقام الفلكية، بل الغجرية المجنونة التى استمع إليها من ملائكة الرحمة وحدث غم عظيم لعم إبراهيم، فها هى شريكة العمر فى حاجة إلى تدخل جراحى، وها هو عم إبراهيم عاجز عن تدبير المال اللازم لإجراء العملية.. ولكن الفرج يأتى دائماً بفضل الله.. وبطريقة ما علم حاكم الشارقة بالأمر ودون ضجيج أو إعلان أرسل للعم إبراهيم ما يكفى ويزيد كثيراً - كما يقول عم إبراهيم- وهكذا اتجاه عم إبراهيم إلى ملائكة الرحمة بعد أن وجد من الشيخ سلطان كرماً لم ينقطع على الإطلاق وشهامة فى المواقف التى ينبغى للرجال أن يكونوا عليها.. وإلى المستشفى توجه عم إبراهيم بعد توافر المال وأجرى للسيدة حرمه الجراحة المطلوبة، ولكن زوجة عم إبراهيم خرجت من الجراحة أسوأ ألف مرة من الحال التى كانت عليها.. وأمضى عم إبراهيم وقتاً طويلاً مرافقاً لزوجته فى المستشفى يمنى النفس بأن تنتهى المأساة على خير، ولكن كان على الرجل أن يأخذ شريكة العمر ويتجه إلى مستشفى آخر، وهناك لم يجد العم إبراهيم ما يتمناه، ولم تجد السيدة المريضة أى تحسن فى حالتها المرضية، وكانت التالتة تابتة، فإلى أحد المستشفيات الاستثمارية كان اللجوء مرة وإلى أحد المستشفيات الخيرية وإلى أحد المستشفيات العامة مرة.. ذاق العم إبراهيم وزوجته الأمرين وانتهى الأمر بأن طلب إليه أحد الأطباء أن يصحب زوجته إلى البيت ويقوم بتطييبها هناك.. بالطبع عم إبراهيم أصابه ألم عظيم فعندما أعجزه المال.. جاءه الفرج من عند الله، ولما توفر المال.. دفع عم إبراهيم فى الثلاثة مستشفيات مبلغاً فلكياً ومع ذلك فقد تدهورت الأحوال الصحية للسيدة حرمه وهوما يثبت مقولة الولد الشقى السعدنى الكبير بأن المستشفى فى خارج مصر هو مكان يجد فيه المواطن الشفاء والرعاية والعناية، أما فى مصرنا المحروسة فإن نفس المكان يلقى فيه المواطن العناء والهوان وخص السعدنى بعض المستشفيات وعنها قال الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود.. وعليها أطلق الولد الشقى مُش.. تشفى.. وبالطبع حظ عم إبراهيم الذى هو بلون الأسفلت مع شديد الأسف أوقعه فى هذا النوع من الموش.. تشفيات.. وهو أمر ينبغى لأكبر رأس فى بلادنا أن ينتبه إليه، فالمسائل أصبحت تجارة لا أكثر ولا أقل، وبعض حضرات الأطباء تحولوا إلى رجال أعمال وبيزنس يقيمون صروحاً عظيمة للتجارة والشطارة وبعضهم يدفع أموالاً طائلة للظهور فى برامج فضائية من أجل الدعاية والإعلان، وبعض المستشفيات الحكومية تتقاول مع المريض على أن ينتقل من المستشفى الحكومى إلى مستشفى خاص من أجل عناية أفضل ورعاية أعلى وشفاء أضمن وفلوس أحلى.

 وأما حرم عم إبراهيم فالجروح التى أحدثها الأطباء لم تلتئم حتى يومنا هذا على الرغم من إجراء الجراحة منذ وقت طويل.. أما الأمل فلا يزال يحتل مساحة عظيمة داخل عم إبراهيم.. أما الفلوس فهى موجودة على الرغم من المبلغ الفلكى الذى صرفه عم إبراهيم.. فقد منحه سمو الشيخ سلطان ما يكفيه ويزيد ولكن من أين نشترى الضمير.. ونشترى السلوك القويم ونشترى الرحمة والعطف بهؤلاء الضعفاء الممروضين من أهل مصر.. يا وزير الصحة نظرة للغلابة فما حدث للعم إبراهيم وغيره لا يمكن أن يرضى من فى السماء ولا من فى الأرض.