رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

لا وقت للبكاء، ولا طعم، ولا معنى، فلتذهب بيانات الشجب والإدانة والتنديد إلى الجحيم. كُلما سقط شُهداء من إخواننا الأقباط فى مجزرة احتشدنا مُنددين، وذرفنا دموع المواساة، وكشرنا عن أنيابنا وشمرنا سواعدنا مُهددين ومتوعدين ولم نزد على ذلك. لا توقفت الدماء المسفوحة عن التدفق، ولا سكنت نبضات الشر، وما استطاع كائن أن يطمئن المصريين الأقباط بأنهم وعائلاتهم ومساكنهم آمنون.

فى العريش سال الدم، وهُجّر الناس ليلاً، ولم تزد الدولة على إيواء المُهجرين وتسكينهم، وفى الكنيسة البطرسية انفجر المصلون شظايا وتناثرت الجُثث، ثُم تكرر الأمر فى طنطا والإسكندرية، وتكررت خطابات الوعيد، وتتابعت كلمات الطمانة الجوفاء، وهاهم الشهداء يعودون هذا الأسبوع فى المنيا، بعد هجوم غريب استهدف عائلات وأفراداً فى طريقهم إلى بيت الله للصلاة.

28 شهيداً أو أكثر وما زلنا نعتقد أن أجهزتنا الأمنية بخير، وسلام. سلسال الدم لا يتوقف ونحن نخجل أن نصم الرخاوة الأمنية بالخلل خوفاً أن نجرح إحساس مسئوليها. بُركان الفزع يتناثر يمينًا ويسارا ولا نعى أن مقولة « كله تمام يا أفندم» محض وهم كبير. إنه من اللازم أن نؤكد أن اصطفافنا ضد الإرهاب والشر لا يعنى أن نتجنب نقد أجهزة المعلومات والمكافحة والمواجهة والتتبع التى كثرت وتداخلت وتمددت دون أن تُحبط جُرماً أو تمنع مذبحة.

ما أعلمه أنه قبل فترة وجيزة أدت عملية الإحلال والتجديد إلى خلع خبرات نادرة وكوادر متمرسة من أحد أهم الأجهزة المعنية بمكافحة الإرهاب، والمؤسف أن ذلك الإبعاد تم دفعة واحدة، فانقطعت صلات وذابت خيوط، وفقدنا مُصطلحاً كان واقعياً فى زمن حبيب العادلى هو الأمن الوقائى، وهو أن نمنع الهجوم قبل حدوثه.

إن قيام السفارة الأمريكية بالقاهرة بتحذير رعاياها قبل ثلاثة أيام من الحادث من احتمال وقوع هجوم إرهابى يدفعنا إلى مخاطبة الأمنيين الوطنيين بصراحة والإشارة إلى وجود خلل ما فى المنظومة، هل من الإجحاف أن نقول إن كثيراً من الأجهزة فى مصر مُنشغلة بالشباب العاطل الذى يُنفس عن همومه على الفيس بوك أكثر من انشغالها بميليشيات الموت؟.. أليس من المؤسف أن يتم تكثيف الحراسة الأمنية على مُرشح سابق للرئاسة فور اتهامه فى قضية تافهة، وكأن الجماهير ستختطفه ليتحول إلى بطل شعبى زائف؟.. أليس من المُثير للألم أن يتم القبض على شباب مُسيس يقف فى ذات الخندق المواجه لداعش والإرهاب المُتأسلم لا لشىء سوى الاختلاف فى الرأى أو ممارسة حقه فى المعارضة السياسية السلمية؟ أما كان أليق بأجهزة الذكاء الوطنى أن تستوعب تعددية الرؤى وتواصل مسلسل الضغط للإفراج عن شباب الثوار؟

تلك تساؤلات وأفكار أراها مُلحة بضمير المراقب وقلب المصرى الموجوع بما جرى، والله دائمًا أعلى وأعلم.

[email protected] com