رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

منذ دقائق قليلة، كانت المرة الأولى التي أسير فيها في الطريق الجديد الذي يربط منطقة الواحة في مدينة نصر بالطريق الدائري.

وطالما أنني ذكرت الواحة والدائري، فإنني يجب أن أتذكر بطبيعة الحال دماء شهداء الشرطة الذين سقطوا برصاص الإرهاب الغادر، وودعهم المصريون "المخلصون" بالدموع، كما ودّعوا وسيودعوا آخرين مستقبلاً.

 

الطريق الرائع الذي أشير إليه تم شقه في الجبال بسواعد الرجال، وشهد استشهاد رجال آخرين، وطالما منحنا الله الحياة وحب الوطن فيتعين علينا أن نتصدى بقوة لكل ما يُفسد على المصريين حياتهم، ويتسبب في إرهابهم بشكل مباشر وغير مباشر.
 

لا أعلم حقيقة ما هي عدد الجرائم التي رصدتها وزارة الداخلية مؤخراً وكان سببها الاختراع الذي تنفرد مصر بها في شوارعها، وهو "التوك توك".


فمنذ ما يزيد على عام خرج معظم المحافظين في مصر المحروسة بقرار جرئ، "الجرأة حلوة مفيش كلام"، بحظر سير التوك توك في الشوارع الرئيسية، وتطور الأمر إلى تهديد الداخلية لسائقي تلك المركبة العجيبة بمصادرتها في حالة تكرار المخالفة.

ولأن كلام المسئولين كثيراً ما يكون "مدهوناً بزبدة"، فإن التوك توك الآن أصبح وسيلة مواصلات معترف بها في الشوارع والميادين الرئيسية، ويصول ويجول وسط الدوريات المرورية بمنتهى السلاسة، وكأنه يرتدي طاقية الإخفاء أمام رجال المرور فقط، بينما يشاهده الآخرون كما يرون شمس يوليو.

التوك توك الآن دخل مع الميكروباص وبعض المواصلات العامة على إحداث أكبر قدر من الفوضى في الشوارع، التي لا تعاني أساساً من نقص الهرجلة في كل شيء، التوك توك الآن يمثل قنبلة موقوتة انفجرت بالفعل في وجوه المواطنين، وغداً ستستخدم في الإرهاب المباشر ضد الأمن طالما استمرت تلك الظاهرة دون أي ضوابط.

 

مصر حالياً تشهد طفرة كبيرة في الطرق، لا يُنكرها أعتى خصوم النظام الحالي، ولكن تلك الطرق تمت لصالح المواطن ولأمنه وسلامته ومستقبل أبنائه وأحفاده، وليس من المقبول أن يغزوها التوك توك بتلك الطريقة الفجة التي نشهدها كل دقيقة وسط غياب تام لإدارة من المفترض أن اسمها إدارة المرور، ويبدو أنها قريباً ستتحول إلى إدارة التوك توك.


أكتب تلك السطور وأنا أعلم جيداً أننا لا نتحرك إلا بعد وقوع المصيبة، ولكن الأمل في الله أولاً ثم في من يتقون الله في الوطن كي يتحرك أحدهم قبل أن تنفجر قنبلة التوك توك.