رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 قال تعالي: «يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات» «المجادلة ١١».

لقد تحدثت في مقال سابق عن تجربتي الدراسية الفريدة بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، هذا الصرح العلمي الذي يصنع بصمة فارقة في شخصية الدارس، لقد تكررت تجربتي مع الأكاديمية هذه المرة، ليس كدارسة، بل كضيفة في مناقشة بحث زمالة كلية الدفاع الوطني بعنوان: «تطوير التعليم العالي وأثره علي الأمن القومي المصري» للدكتورة مها إبراهيم غانم، لأري قدرة الأكاديمية المتميزة في مجال البحث العلمي. وكما يقال دائماً بأن قيمة البحث ليست فقط بالباحث أو بالمشرف، بل أيضاً في لجنة المناقشة تكونت لجنة المناقشة من قامات علمية رفيعة أثرت البحث بعلمها الوافر وخبراتها المتميزة، حيث تكونت لجنة المناقشة من رئيس اللجنة الأستاذ الدكتور «أشرف الشيحي» وزير التعليم العالي السابق والأستاذ الدكتور «عبدالوهاب عزت» رئيس جامعة عين شمس ولواء طيار «هشام الحلبي» مستشار بالأكاديمية ومحلل استراتيجي. وأشرف علي الرسالة الأستاذ الدكتور «شعبان خليفة» أستاذ كلية الآداب جامعة القاهرة، هذا الأب والمعلم الفاضل الذي لم يبخل بعلمه الوافر يوما علي تلاميذه فقد رافق الباحثة فى كل نجاحاتها، حيث كان أستاذاً لها في سنوات الدراسة الجامعية ثم أشرف علي رسالة الماجستير للباحثة بعنوان: «أدب الأطفال عند عبدالتواب يوسف» ثم أشرف علي رسالة الدكتوراه الأولي لها في الآداب بعنوان: «الكتب المترجمة والمقتبسة في مصر منذ القرن التاسع عشر حتي الآن دراسة ببليونشريه» وها هو يشرف علي بحث إجازة زمالة كليه الدفاع. امتلأت القاعة بالقامات العلمية والأدبية الرفيعة، حيث حضر ثمانية وزراء سابقين متعددة تخصصاتهم، وإعلاميون وكتاب وشعراء وفنانون وقامات عسكرية من مستشاري أكاديمية ناصر العسكرية وقادتها بالطبع الي جانب العائلة والأصدقاء والزملاء دفعة «٤٦ دفاع وطني» من المدنيين والعسكريين. تتجلي فخامة ورقي إدارة وتنظيم المؤسسة العسكرية لحظة إعلان النتيجة، حيث تقف الباحثة أمام رئيس اللجنة ويقف أعضاء اللجنة وكل من في القاعة وقفة عسكرية صارمة أشبه بالعرض العسكري أو بإعلان الحكم في قضية طال انتظارها أو إعلان بيان عسكري لتعلن النتيجة بتقدير امتياز وإجازة البحث ليكون استراتيجية لتطوير التعليم العالي بالوزارة. أكثر ما استفدت به بهذا اليوم أنه وفقاً لظاهرة التعليم المجاني بمصر أصبح غالبية الشعب المصري حاصلا علي البكالوريوس باختلاف مجموع الثانوية العامة، لكن هذا لا يصنع فرقا في مكانة الفرد. في مصر التعليم ما بعد الجامعي هو الذي يفرق بين العالم والجاهل، تعلموا، تثقفوا، اقرأوا الكتب، اسعوا لدراسة الماجستير ومن ثم اسعوا للتحضير لرسالة الدكتوراه، ولا تكتفوا بتخصص واحد، بل اسعوا لأكثر من تخصص، تعلموا كل ما يثير فضولكم ويرضي شغفكم، اطلبوا العلم ولو في الصين، فإن العلماء هم ورثة الأنبياء. عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله  ـصلى الله عليه وسلم ـ قال: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أوعلم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» تعلموا العلوم المختلفة لعل علمكم يكون صدقة جارية لمن علمتموه إياه ولعل يكون من تعلمه بمثابة ولد صالح يدعو لكم فتظفر بكلتا الحسنيين الدنيا والآخرة.