رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

الأنثى جمال وتحضر ومدنية، المجد للضفائر، والمحبة لتاء التأنيث التى ما دامت بخير فإن الوطن بخير، والمجتمع بخير، والحضارة بخير، لا تنهض الأمم والشعوب وفيها من يجلد المرأة أو يضربها أو يحتقرها أو يحولها إلى ملكية خاصة.

لذا، كانت صدمتى شديدة فيما يُقدم لأطفالنا فى التعليم باعتباره قيماً دينية وأخلاقاً إسلامية وما هو من الدين فى شىء، لقد فوجئت بكتاب التربية الدينية الإسلامية المقرر على تلاميذ الصف الثالث الابتدائى فى الصفحة 51 بتلك القصة التى تُقدم للنشء الصغير كدليل للإيثار والتضحية، تقول القصة إن النبى صلى الله عليه وسلم آخى بين عبدالرحمن بن عوف والأنصارى سعد بن الربيع، فقال سعد لعبدالرحمن: هذا مالى أقسمه نصفين نصف لى ونصف لك، وهذه دارى نصفها لك ونصفها لى، ولى زوجتان أطلق إحداهما لتتزوجها.

تصوروا كيف تُرسخ هذه القصة فى أذهان الصغار فكرة أن المرأة عقار يمكن التنازل عنه؟ مملوكة مثل الغنم أو الأثاث تُنقل من رجل إلى آخر بمنتهى البساطة والاستسهال؟ كيف يزرعون فى عقول الصبية دونية المرأة لدرجة أن يطلقها زوجها لتتزوج بآخر لا تعرفه دون أدنى حق فى الاختيار؟

ثُم مَن قال إن هذه القصة صحيحة؟ وحتى لو صحت كيف يتم تقديمها للتلاميذ الصغار باعتبارها ديناً، وهى ليست أكثر من قيم بدوية كريهة؟

إن هناك خلايا مُتشددة، داعشية، صحراوية تنتشر فى مؤسسات وجهات وهيئات عامة وتعمل بجد وعزيمة على بدونة الإسلام وتحقير المرأة ومخاصمة الثقافة والإبداع، لقد نمت تلك الخلايا وتطورت فى السنوات الأخيرة، ولعبت فى دماغ التعليم وشوهت الخطاب الدينى حتى انتشر الإلحاد والإرهاب، إننا لو دققنا النظر وراجعنا الحساب لحق لنا أن نتساءل: كيف نجح هؤلاء فى استبدال مبادئ التحضر والذوق بثقافة الخيمة والرمل؟.. كيف شوهوا الدين وزرعوا فى نفوس العامة أن المرأة فى الإسلام ليس لها من أمرها شىء، وأن زوجها هو سيدها، ورأيها مُهمل، وتعليمها خطر، وخروجها من بيتها فتنة.

وفى ظنى فإن القرآن كرم المرأة واعتبرها حرة فى الاختيار والقرار، وقدم الزواج كإطار أساسى لبناء المجتمع، وليس مجرد وسيلة إشباع شهوة.

ويقينا فأنا لا أعرف، هل قرأ الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم كتاب التربية الدينية للصف الثالث الابتدائى أم لا؟.. إن كان لم يقرأ الكتاب، فتلك مصيبة، وإن كان فعل وقرأه ولم يتحرك، فالمصيبة أعظم.

لقد كانت الأنثى مكرمة فى مصر الفرعونية حتى خلد التاريخ لنا ملكات عظيمات مثل حتشبسوت وتى ونفرتارى، ولعبت سيدات أدواراً عظيمة فى تاريخنا القديم والوسيط ولولا الملكة أم خليل شجر الدر ما انتصر المصريون على الصليبيين فى المنصورة، وفى العصر الحديث قدمت النساء أساطير عظيمة فى الفن والأدب والسياسة لتبقى لنا أسماء عظيمة مثل صفية زغلول، وهدى شعراوى، وأم كلثوم، وبنت الشاطئ.

يقول الشاعر الجميل «بريخت»: «المستقبل فى العالم للمرأة لا للملوك».

والله أعلم.

[email protected]