رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

عقب مقابلة الثلاثة ونجت توجهوا مباشرة إلى مجلس الوزراء والتقوا هناك برئيس الحكومة حسين رشدي وباشا وتباحثوا معه فيما دار أثناء اللقاء «بونجت»، فما كان من رشدي باشا إلا أن أبدى تأييده المطلق لهم ولمساعيهم بل واتفق معهم على تشكيل وفدين أحدهما رسمي يترأسه حسين باشا بنفسه وتكون مهمته السفر إلى لندن لبحث مستقبل مصر السياسي في ضوء المتغيرات الحاصلة والآخر شعبي يترأسه سعد باشا زغلول ويكون المعبر عن نبض الجماهير وإحدى وسائل الضغط لحضور مؤتمر «فرساي» في باريس، على أن يكون كلا الوفدين داعم للآخر ومساند لأهدافه.

لم يكد ينتهي اجتماع حسين باشا مع سعد ورفاقه حتى التقى الأول «بونجت» وطلب منه حسين باشا السفر مع عادلي يكن باشا، وزير المعارف العمومية، إلى لندن للتباحث مع حكومة صاحب الجلالة بخصوص الشئون المصرية، مؤكداً مباركة السلطان «فؤاد» لهذه الزيارة وموافق عليها، باعتبار أن لمصر حقوقا لا ينبغي التغافل عنها إلا أن «ونجت» لم يبد رفضا ولا قبولاً للمسألة بل طلب إمهاله حتى يتشاور مع الحكومة البريطانية في الامر، وعندما تطرق حسين رشدي باشا لما دار بين «ونجت» و«سعد»، رد «ونجت» مستغرباً (إن هؤلاء ليسوا منتخبين من الشعب وبالتالي لا يمثلون إلا أنفسهم، فبناء على أي شيء يتحدثون باسم الأمة؟ ومن أعطاهم تلك الصفة؟ وكيف يمكن لثلاثة رجال أن يتحدثوا بأمر أمة بأسرها)؟ هنا أجابه حسين باشا: (إن «سعد» هو الوكيل المنتخب للجمعية التشريعية وعبدالعزيز فهمي بك وعلي شعراوي باشا عضوان في الجمعية).

لما عَلِم سعد باشا بما قاله «ونجت» لـ«رشدي» باشا قرر الأول الاجتماع بأصحابه للتشاور معهم في الطريقة التي تكسبهم المشروعية في التحدث باسم الامة وانتهوا جميعاً لتأليف هيئة أطلقوا عليها «الوفد المصري» ومهمة هذا الوفد هي السعي بالطرق السلمية المشروعة حيثما وُجِدَ للسعي سبيلاً لاستقلال مصر استقلالاً تاماً وانه يستمد قوته من رغبة أهالي مصر التي يعبرون عنها رأساً أو بواسطة مندوبيهم بالهيئات النيابية وأن للوفد أن يضم إليه أعضاء آخرين مراعياً في انتخابهم الفائدة التي تنجم عن اشتراكهم معه في العمل، على أن يُعَين هذا الوفد لجنة تسمى باللجنة المركزية يُختار أعضاؤها من ذوي المكانة والغيرة ومهمتها جمع التبرعات على ذمة الوفد على أن تحصل هذه الهيئة على توكيلات من الأمة تعطيها الحق في التحدث باسمها، وتم تشكيل الوفد فعلاً في 18 نوفمبر 1918.

وتألف من: «سعد زغلول باشا رئيساً، علي شعراوي– عبدالعزيز فهمي– محمد محمود– أحمد لطفي السيد– عبداللطيف المكباتي– محمد علي علوبة- أعضاء».

 

كانت أهمية الحصول على التوكيلات من الأمة تهدف لقطع خط الرجعة على ألاعيب سلطات الاحتلال حال احتجاجها شرعاً على أعضاء الوفد كممثلين للأمة، وقد وضع الوفد الصيغة الأولى للتوكيل لكنها لم تلق ترحيباً من جانب بعض أعضاء الحزب الوطني لخلوها من نص «على الاستقلال التام» وخلوه أيضا من الإشارة إلى السودان مما اضطر أربعة من رجال الحزب الوطني للذهاب إلى منزل «سعد» باشا لمراجعته في شأن تلك الصيغة الأولية وهم الأساتذة: «عبدالمقصود متولي، مصطفى شوربجي، محمد زكي، محمد عب المجيد» إلا أن مراجعتهم لـ«سعد» اتسمت بالكثير من الحدة، الأمر الذي استفز الأخير وأغضبه كثيراً واضطر أن يقول لهم: (كيف تسمحون لأنفسكم بهذه الحدة معي وتهينونني في منزلي بهذه الصورة)؟! فأجابه الأستاذ محمد زكي على الفور: (إننا نعتبر أنفسنا في بيت الأمة لا في بيت «سعد» باشا الخاص) فسر «سعد» باشا لهذه الترضية مثلما أُعِجبَ بتلك التسمية وابتسم لمحدثه راضياً قائلاً: (لقد تنازلت عن ملاحظتي) ومنذ ذلك الحين أُطلِقَ على بيت «سعد» «بيت الأمة» واتفق الجميع بعد تلك المقابلة على صيغة التوكيل النهائية وقد جاء نصها على النحو التالي:

(نحن الموقعون على هذا التوكيل قد أنبنا عنا حضرات «أسماء أعضاء الوفد» في أن يسعوا بالطرق السلمية المشروعة حيثما وجدوا للسعي سبيلاً لاستقلال مصر استقلالاً تاماً).

للحديث بقية في الأسبوع القادم