رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

على مدار أكثر من شهر لم تصمت أقلام الشرفاء مطالبة بعدم هدم مطار النزهة وموجهة دعواتها إلى كافة الجهات حتى رئيس الجمهورية ووصل الأمر إلى حد التوسل والرجاء للإبقاء على أعرق المطارات يأتى هذا فى وقت ادعى البعض أن ما يقال ويكتب عن مطار النزهة من قبيل الشائعات ولا نعرف أين الحقيقة لديهم إذا كان ما تناولته أقلام الشرفاء هى الشائعات؟ فهل لديهم هم الحقائق؟ وإذا كانت لديهم لماذا لم يعلنوها صراحة للعالم مؤكدين أو نافين لما كتب؟.. المهم أن نصل فى النهاية جميعاً إلى الحقيقة وأن تكون مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار وفوق كل مصالح شخصية.. وهناك من طالب المسئولين فى وزارة الطيران وعلى رأسهم بالطبع شريف فتحى وزير الطيران والمهندس محمد سعيد محروس رئيس القابضة للمطارات بالخروج عن صمتهم والتحدث وإعلان الحقائق.

ولا أعرف ماذا يريد هؤلاء من وزير الطيران أن يعلنه صراحة؟ هل يريدون منه اعترافاً صريحاً بأن الوزارة والمسئولين بها يقعون أو تمارس ضدهم ضغوطاً من أجل وقف التشغيل بالفعل؟.. فهل يجوز أن يعلن ذلك وزير المفترض أنه صاحب السلطة والمصلحة فى المكان؟ أو هل يجوز أن يعلن ذلك وزير ذو «حيسية سياسية» ويعمل ضمن منظومة وتراقبه سياسة دولة انه يقع تحت ضغوط من أصحاب مصالح تحت قبة البرلمان؟

أعتقد يا سادة أننا جميعاً قد نجلس ونصدر أحكاماً وننظر، ولكن الذى أثق فيه أن الجالس على الكرسى تختلف  قراراته وكلماته وتصريحاته، ويصبح ليس كل ما يقوله مباحًا له ويصبح الصمت أبلغ من أى رد وهذا ما أراه فى صمت المسئولين فى وزارة الطيران.. فهو «صمت العالمين أن الحقائق واضحة وضوح الشمس فى كبد السماء» وأن الكل يرى ويعلم أنه بالفعل هناك «ليس ضغوطاً ولكنه إرهاب» يمارس ضد وزارة الطيران وضد مطار النزهة وضد الأقلام الشريفة التى كتبت وتناولت المطار.. أما أصحاب المصالح فيقفون على الجانب الآخر يخرجون للكل ألسنتهم مؤكدين أنهم أصحاب القوى والكلمة العليا وأنهم إذا أرادوا فعلوا.. وإذا طمعوا حصدوا.. متحدين بذلك إرادة أمة تطهرت من الفساد الذى عاشوا فيه ونعموا وحصدوا من ورائه الأراضى والمليارات.. متحدين الآلام، شعب يعانى من أجل قوت يومه الذى لا يساوى شيئاً أمام أطماع حيتان المقاولات الذين لا يرون إلا حساباتهم فى البنوك التى تتصاعد يوماً وراء يوم وليتها داخل بنوكنا المصرية ولكنها تتضاعف فى بنوك أوروبا التى تتفرج على مصر فى كل عصر يسرق فيه الحيتان أحلام المصريين ويستفونها مليارات لخدمة اقتصاد دول غيرنا.

ياسادة.. اقتصادنا يتمزق بفعل هؤلاء.. أموالنا وأرضنا تنهب تحت مرأى ومسمع من الجميع والكل ضعيف أمام سطوة وشهوة المصالح.. جنودنا يموتون هنا وهناك وهؤلاء ينعمون فى القصور والفيلات والمنتجعات والقرى التى صمموها وبنوها من دماء الشعب تحت زعم الاستثمار والتنمية.

يا سادة.. ما أشبه اليوم بالبارحة يمر أمامى مشهد  «حيتان شركات توظيف الأموال» وهم يشفطون فى كروشهم أموال المصريين تحت مباركة من الحكومة ونواب.. والآن نحن أمام مشهد جديد أصحابه «حيتان المقاولات» أما أطماعهم فاكثر بكثير من أطماع حيتان توظيف الأموال.. فهؤلاء يطمعون فى أرض الوطن والآخرون طمعوا فى أموال الشعب.. وفى كل الأحوال هؤلاء وهؤلاء لصوص للوطن يجب معاقبتهم بلا رأفة أو هوادة.

همسة طائرة.. السادة المسئولون بالطيران المدنى لا تتحدثوا عن ما تتعرضون له من إرهاب على يد حيتان المقاولات.. لا تسمعوا لمن يطالبونكم بالتحدث لأن الكل ببساطة يعلم الحقيقة كما يعلم حساسية موقفكم.. فقط وفقط دافعوا بكل ما أوتيتم من قوة عن حقكم وحق الأجيال القادمة فى أرض ليس مطار النزهة فقط ولكن كل أراضى المطارات.. ضحوا من أجل الحفاظ على التاريخ الذى سيسجل لكم بحروف من نور إنكم واجهتم بقوة «إرهاب الحيتان».