رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

استقبلتنى الإسكندرية بابتسامتها الطيبة وضحكة سائق الميكروباص الذى أقلنى للفندق وبعض من رذاذ المطر المبهج، لكن سائق الميكروباص ظل مندهشًا من كثرة الصور التى أقوم بالتقاطها بالموبيل، فأخبرته بأننى فرحان وقادم لحضور ندوة فى معرض الكتاب، فأخبرنى السائق بأن تلك المنطقة مزدحمة جدًا، فأخبرته بأن هذا هو معرض الكتاب، وقد شعرت بالسعادة تغمرنى من قول السائق، إلا أنه زام عندما علم أنهم لا يبيعون فى تلك الخيمة الكبيرة سوى الكتب فقط ولا يوجد سلع استهلاكية.

كنت فى اشتياق للإسكندرية، تلك المدينة التى كانت جائزتى زيارتها واللهو على شواطئها عندما نجحت فى الابتدائية، والتى أعطتنى ذات يوم جائزة فى السيناريو فى مهرجانها السينمائى، لكن كل تلك البهجة والاحتفاء تراجعت وتلاشت عندما ذهبت لحضور ندوة يقيمها معرض الكتاب بمكتبة الإسكندرية، كان المعرض قد قسم أجزاءه ومناقشاته بين خيمة ضخمة على أرض الكوتة على الكونيش وخيمة كبيرة أخرى فى حرم المكتبة، وعندما ولجنا لدخول المكتبة لحضور الندوة الخاصة بالمسرح أنا وصديقى الشاعر سعيد شحاتة وضيفة عربية أخرى، أوقفنا رجال الأمن فى اعتراض فج، أخبرناهم بأن لدينا ندوة بالداخل قد حان وقتها ونحن ضيوفها، أخبرونا بأن ننتظر بالخارج حتى تنتهى الندوة المقامة الآن، بدأت فى التذمر، خاصة أن الجو شديد البرودة بالخارج، وأنه يمكن لنا أن ننتظر فى مدخل المكتبة، دخلنا ونظراتهم تحاصرنا مثل نظرات الذئاب التى تتابع فريسة تفر منهم، دخلنا الندوة وجلسنا على المنصة، كل شىء مرتب وكل شىء منظم، والقاعة مبهرة، ولكن لم يحضر أحد للندوة، مع أن الإعداد والاستعدادات والفتيات اللاتى يعملن من أجل راحة الضيوف والمدعوين على قدم وساق.

بدأنا الندوة فى جو بارد وفاتر دون حضور أحد من الجمهور، حاولنا أن نتناقش وأن نتكلم مع أنفسنا عن مشكلات المسرح ووضعه الراهن، وما كدنا نخرج من الندوة، ونبدأ فى الشكوى، لنعلم أن رجال أمن المكتبة يتعاملون من الجمهور أو القادمين وكأن المكتبة أحد الأماكن العسكرية التى يجب ألا يقترب منها أحد، وفى المبنى المقابل يوجد حضور وحركة وكتب ومناقشات وأصدقاء.

إن الجريمة التى يرتكبها رجال الأمن بمكتبة الإسكندرية عظيمة، ويجب أن يعلموا أن جميع مكتبات العالم مفتوحة للجميع، ولم يعترض أحد على عملهم فى التفتيش أو السؤال، لكن أن يتحولوا إلى رقباء أو إلى ذئاب كى لا نلجأ للمكتبة فهذا ممنوع، ويجب ألا يتعاملوا مع الرواد بهذا الشكل الفج والمشين أيضًا، فأنا كنت أتمنى أن تقام الندوة فى إحدى الخيام أو على أحد المقاهى أفضل من قاعة مكتبة الإسكندرية تلك التى أصبحت فى نظرى ثلاجة زجاجية باردة لا تملأ عينى أو تشبع وجدانى.