رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

مجدى يعقوب ينفى تعرضه لوعكة صحية. خبر مُهم، ومَن هو المهم إن لم يكن جراح القلوب وعاشق مصر الأول؟ شائعة مرضه أصابت رواد التواصل الاجتماعى بُحزن، بقلق، بهم على حِزم من الهموم يتداولونها بينهم كُل يوم.

مجدى يعقوب ليس مُجرد طبيب، ليس شخصاً متفوقاً يرفع اسم مصر عالمياً فحسب. إنه مثال، وقدوة، وأصالة، ونُبل مصرى يتدفق، ليؤكد أن مصر ولادة، وجميلة، وقادرة على بعث الضياء حتى عندما تمرض.

ليس وزيراً، ولا نجماً سينمائياً، ليس لاعب كُرة مُحترفاً، ليس طاووساً يطل عبر شاشات الميديا الحديثة، ليس رجل أعمال يُتاجر فى كُل شيء، ليس ناشطاً سياسياً يبُث تويتاته، إنما محبوب، ومعشوق الناس، قلبهم المُخلص، ونسيمهم الصباحى، يُحب مصر فعلاً لا قولاً، إخلاصاً لا تظاهراً، عملاً وتضحية لا شعارات وأغانى.

لو كتبت عنه، لو رسمته دون ألوان، لو نقلت ما يضُج به صدرى، لو قُلت ما أؤمن به دون تزويق أو تجميل لقلت عنه إنه جميل فى زُهده، مُدهش فى تواضعه، رقيق فى إخلاصه للعمل، ومُبهر فى اعتزاله للقيل والقال والشو والاستعراض.

الطبيب الذى كُلما رأيت بسمته أخجل من نمل الإحباط الذى يغزونى فى بعض الأحيان، العالم الذى يُدهشنى بهدوئه، المصرى الأصيل الذى يُقنعنى أن ماء النيل لم يتلوث بعد بعفونة المراء والانتهازية، القبطى الجميل الذى ضرب المثل فى الوطنية والتوحد مع كل ما هو مصرى.

مصرى من طين الأرض السمراء، معجون بحكمة وتسامح أبناء النيل، مزروع فى تربة الإرادة والتحدى، مسكون بعظمة سعد زغلول، ورقى أم كلثوم، وذوق محمد عبدالوهاب، وحكمة نجيب محفوظ، وذكاء طه حسين، وحماسة صلاح جاهين، ونُبل صلاح عبدالصبور، وإخلاص مصطفى مشرفة.

افتخروا أن هذا الرجل من مصر. صاحب الأيادى البيضاء على ملايين البشر باكتشافاته واجتهاداته فى مجال زراعة القلب، المُحب للصمت والعمل، والنائى بنفسه عن صدامات السياسة ومعارك النُخبة طمعاً فى مكسب أو منصب. تؤثرنى شهامته، واعتداله، ورشاده، ورجاحة عقله وأراه جديراً بشخصية مصر الأولى فى زمن يبحث عن قدوة ويفتقد لإجماع رأى.

مجدى يعقوب نموذج لشباب اليوم والغد للتعلم والاقتداء. يخدم الوطن الذى ولد فيه، ويقدم خبرات عمره، ووقته، وجهده، واسمه، وماله هدية للغلابة، والمُهمشين، والمحتاجين. لا تُزعجنى الذمم الخربة، ولا تكسرنى مشاهد القُبح هُنا وهُناك، لا تُخرسنى صيحات الجهل وهتافات التخوين والتكفير، ولا تُحزننى عموم الفوضى والانهزامية السائدة، ما دام اسم وفعل وإنجاز مجدى يعقوب يتلألأ أمامى.

مريض؟ يمر بوعكة؟ مُعتل الصحة، فينقلب «فيس بوك»، وتفيض المحبة من أعين الناس، ويُكرر المصريون مسُلمين ومسيحيين، أطفالاً وشيوخاً، أغنياء وفقراء الدعاء للمصرى النبيل. رُب شائعة كاشفة، ورُب أخبار كاذبة يتجلى معها محبة المصريين الحقيقية لرموزهم، وإيمانهم الفعلى بوحدة الآمة.

فشكراً للخبر الكاذب.

والله أعلم.

[email protected] com