رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاوى

من أروع ما قرأت عن عبدالحكيم قاسم ما سطره أديبنا الكبير خيرى شلبى، فى مقال بعنوان «عبدالحكيم قاسم هافف علىَّ».. وأنا شخصيًّا لدي عشق كبير للاثنين خيرى شلبى وعبدالحكيم قاسم، فالاثنان حفرا فى وجدانى مبادئ العشق للأدب العربى، ودفعانى إلى دراسته فى كلية الآداب جامعة القاهرة ومازلت حتى الآن أواصل هذه الدراسة.

نعود إلى ما كتبه خيرى شلبى عن عبدالحكيم قاسم فى المقال المنشور فى «كتب وناس» والصادر عن كتاب الهلال عام 2009، حيث يقول انه بدأ يشعر بأن عبدالحكيم قاسم يهف عليه بصورة شاخصة ماثلة كأنه لايزال حيًّا يرزق وأنه سائر فى شارع قصر النيل ويوشك أن يناديه. ويواصل خيرى شلبى أوصافه الرائعة عن عبدالحكيم قاسم، ولا يمكن أن أنسى هذا الوصف الذى نعتد به حينما قال «ناطور قاسٍ جداً كان فى قلب عبدالحكيم قاسم لعله الصورة الضوئية لأبيه شيخ الطريقة الصوفية الدارجة فى رحاب الأحمدى فى قرية متاخمة لمدينة طنطا، تلك المدينة التى دخلت طفولتنا ـ نحن أبناء الغربية وكفر الشيخ ـ باعتبارها البساط الأحمدى الذى يتسع لملايين المحبين...».

وهكذا يواصل خيرى شلبى تحليله لشخصية عبدالحكيم قاسم، والأثر الصوفى فى تكوين هذه الشخصية العبقرية التى لم تنل حظها فى حياته أو حتى بعد مماته، رغم أنه واحد من الروائيين العظام الذين لم ينل منهم الحظ جانبًا.. وهذه الروح التقية الصوفية الميالة بطبعها لحضن الجماهير ودفئها قادت عبدالحكيم الى شاطئ السياسة مفعمًا بالصدق والحرارة والحماسة فجرفه التيار وصار فى قلب التجربة... ويقول خيرى شلبى عنه.. كتب روايته الأولى « أيام الإنسان السبعة» فإذا هى الى اليوم إحدى أبرز العلامات بل من أهم المحطات فى تحديث الرواية العربية وتخليصها من الحدوتة التقليدية أيًا كان جلالها أو عمقها فى المدلول الفنى الدرامى.. تلك الرواية البديعة كانت رائدة فى استبدال الحدوتة بالجو، بالعالم الطقسى الحافل بالحواديت الفرعية، رواية مكتوبة بتكتيك الشجرة، جذر ضارب فى أعماق التربة وجذع هو الشخص الراوى....».

ويقول خيرى شلبى: رواية «أيام الإنسان السبعة» أكدت علو كعب عبدالحكيم قاسم فى أدب الرواية المصرية الحديثة.. مخضمة بلغة رصينة جزلة رفيعة المستوى ترفع من حرارة التعبير، اشتقها لاشك من لغة الصوفية التى كونت حسه منذ الصغر ودربته على لغة المجاز الفنية».

وليسمح لى الكاتب الكبير خيرى شلبى أن أستعير منه عنوان مقاله عبدالحكيم قاسم.. «هافف» علىَّ خيرى شلبى وعبدالحكيم قاسم.

[email protected]