رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هل كان من الممكن إجراء الإصلاحات الاقتصادية دون اللجوء لصندوق النقد الدولى؟ الإجابة نعم، وهذا ما أكده وزير المالية متابعاً، لكن ما تم من قبول القرض كان دافعاً قوياً للإسراع بالإصلاحات الاقتصادية وله دلالة أخرى، وهو تأكيد مكانة مصر اقتصادياً وأنها قادرة على حل أزمتها فى سنوات قريبة، ولكن لا يزال السؤال: لو لم نحصل على القرض الدولى، ماذا كان يمكن أن يحدث؟

والإجابة أن العجز كان سيتضاعف، وأيضاً لأننا مررنا بست سنوات شاقة واستغرق ترتيب الأوراق وقتاً طويلاً لوضع خطط البناء والتنمية والمشروعات العملاقة بدءاً بقناة السويس، والعاصمة الإدارية والنهضة العمرانية فى محافظات مصر كلها، التى تستهدف توفير مسكن اقتصادى للمواطنين المحتاجين.

على الجانب الآخر، جاء قرار تعويم الجنيه تابعاً لخطوة قرض صندوق النقد الدولى، الذى أطلق حركه السوق، وتهاوت أسعار الدولار فى فترات متقاربة ما سمح للسوق البنكى بتوفير احتياجاته من العملة الصعبة، وبالتالى ارتفع مخزون الدولار إلى حد معقول، فبلغ 26 مليار دولار، ثم جاء قرار تحجيم استيراد السلع غير الاستراتيجية، حتى لا تهدر العملة الصعبة.

ورغم تحسن الوضع الاقتصادى إلى حد ما، فإن الأهم منه هو عدم السقوط للهاوية فى ظل ظروف كانت عصيبة، فكانت هذه الخطوات المتتالية من قبول قرض الصندوق وتعد مليارات صندوق النقد نسبة من حصة مصر فى تأسيس الصندوق وليست قرضاً، كما أوضح ذلك وزير المالية.

وقد جاءت كل تلك الخطوات من تعويم الجنيه وقرض الصندوق وتحجيم الاستيراد كلها فى الكفة الراجحة لضبط الميزان الاقتصادى، إلا أن محدودى الدخل وأيضاً متوسطية تأثروا بشكل واضح واختل ميزانهم الاقتصادى ولا تزال توابع الإصلاح الاقتصادى تضغط البيت المصرى، وخاصة مع ضعف الرواتب وصاروخ الأسعار المنطلق المدمر لمتطلبات الأسرة الأساسية. وما لا شك فيه أن جشع التجار المبالغ فيه والحجه الباهتة أن أغلب السلع مستوردة وتعتمد على العملة الصعبة حتى «الدرة المشوى».

والمطلوب فى المرحلة القادمة السعى والعمل على قدم وساق فى كل مشروعات الدولة، التى تعود بالفائدة السريعة لأبناء هذا الشعب بعد أن اكتوى بغلاء أسعار لم يشهدها من قبل، خاصة أننا على أبواب أيام مباركة بقدوم شهر رمضان، الذى تتضاعف فيه الأسعار دون أدنى سبب فى الوقت الذى أعلن اتحاد الغرف التجارية أن مصر تشهد أرخص أسعار مقارنة بالدول المحيطة وهل قارن اتحاد الغرف باقى الظروف الأخرى ورواتب وموازنة عامة وغيرها أم أنها فلسفة، وفذلكة، وآراء لا تحل ولا تربط.

معجزة تحتاجها الفترة المقبلة لاجتياز عجز الموازنة والديون المتراكمة والمتزايدة.

لن ينسى الله مصر.. أرض الكنانة التى كرمها من فوق سبع سموات وذكرت فى القرآن خمس مرات، وستظل بلادنا آمنة.. ببركة المولى عز وجل.

[email protected]