رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في الوقت الذي تقدم فيه العديد من الفضائيات الأحاديث والخطب الحماسية التي تدعو الي محاربة الإرهاب، نجد نفس هذه الفضائيات تقدم البرامج التي تهيئ الأجواء للارهاب لتجنيد الملايين من الشباب لينضموا إلي صفوف الارهابيين.

من المؤكد أن المسئولين عن هذه الفضائيات لا يتعمدون التورط في هذه الجريمة البشعة، لكنهم ـ أي هؤلاء  المسئولين ـ لا يدركون بخبراتهم المتواضعة مدي تأثير هذه البرامج علي الجماهير.

البرامج التي أتحدث عنها هي البرامج التي تقدم الوانا مختلفة من الدجل والشعوذة واستخدام الدين في الترويج لألوان شتي من الدجل والتخلف مثل برامج «تفسير الأحلام» وبرامج التداوي بتمائم وعلاج يعتمد علي قراءات قرآنية وبرامج الأبراج والنجوم وأمثال هذه البرامج التي تعمل علي تعطيل العقل والغاء المنطق العلمي.

وترسيخ الاستسلام لجهالات وتخاريف باسم الدين.

هذه البرامج تخلق بيئة مناسبة تماماً لكل من أراد أن يقدم تفسيرا متخلفا للاسلام لينشر فكره المتطرف والمتخلف ويدعو الي كل ألوان التعصب باسم الالتزام بالاسلام ويدعم هذه البرامج عدد لا بأس به ممن نصبوا أنفسهم «رجال دين» يقدمون الفتاوي التي ترسخ من المفاهيم المتخلفة والمتعصبة.

في هذه البيئة ينشط دعاة الإرهاب وفي غيبة التفكير المنطقي والعلمي وغياب العقل  يلتقط دعاة الارهاب أعداداً هائلة من الشباب المؤهلين للاستجابة لدعوات التعصب والتخلف.

هذه البرامج هي المنبع الذي لا ينضب لامداد الإرهابيين باعداد هائلة تنضم اليهم بحماس بالغ ظناً منهم أنهم يناصرون الإسلام.

هذه الكارثة تحتاج إلي مواجهة سريعة وحاسمة بالغاء هذه النوعية من البرامج فوراً. وقد قرأت أن بعض الجهات تحركت في الأيام القليلة  الماضية للقبض علي بعض الدجالين الذين تروج لهم بعض القنوات الفضائية. ما  نشر لا يتعلق بهذه البرامج من حيث  المبدأ لكنه فقط تعرض لبرامج تقدم بعض المشعوذين والدجالين الذين  يدعون شفاء العديد من الأمراض بالتمائم وغيرها من الأحجبة والتعاويذ.

مع تقديري لهذا الجهد الا أن هذه النوعية من الدجل الواضح وهذه البرامج الأخري التي أشرت  اليها هي الأكثر خطورة لأنها لا تنتمي بشكل واضح لهذه النوعية من برامج  الدجل والشعوذة.

التي أقصدها هي الأخطر، لأنها تبدو وكأنها تقدم فتاوي ومعلومات منسوبة للاسلام، وتقدمها شخصيات لا تتصرف بالطريقة الفجة التي يتصرف بها الدجالون والمشعوذون.. بل إن بعض من يقدم هذه البرامج يحرص علي استخدام أساليب وعبارات بعيدة عن أساليب الدجل الفجة.

أعلم أن المسئولين عن هذه الفضائيات يلجأون إلي هذه النوعية من البرامج  بمنطق جذب هذه البرامج لنسبة كبيرة من المشاهدين. وهو منطق لايبرر مطلقاً السقوط في مستنقع الاثارة الرخيصة بكل تنويعاتها فلو أننا سلمنا بهذا المنطق فهناك من برامج الاثارة الرخيصة والمنحطة الكثير الذي يمكن أن يجذب ملايين المشاهدين.

إذا كنا نؤمن بأن الإعلام رسالة، وليس مجرد أداة لجذب المشاهدين بأي ثمن وبأي  صورة ومهما كانت نتائج هذه المشاهدة، إذا كنا نؤمن فعلا بأن الاعلام رسالة فلابد من التدقيق في كل ما يبث من برامج لنعرف بدقة الإثارة التي تترتب على بث هذه البرامج فنحرص على اختيار نوعية البرامج التي ترتقي بأذواق الجماهير والتي تحرض الجماهير علي التفكير والتدبر واستخدام المنطق السليم وإعلاء قيمة العقل.