رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رأى الوفد

لا يوجد مواطن مصرى، أو مواطن سودانى، إلا ويعلم يقيناً عمق العلاقات المصرية السودانية التى تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ.. يعلم الجميع أن الشعب المصرى والشعب السودانى هما شعب واحد يعيش على ضفاف نيل واحد، يرتبط بأواصر الدم والمصاهرة، فالمصريون يعيشون فى شمال وادى النيل والسودانيون يعيشون فى جنوب وادى النيل، وسيظل الشعبان يذكران هتافهما الخالد «عاشت وحدة وادى النيل.. شعب واحد نيل واحد».. وحزب الوفد المصرى الذى أعلن زعيمه خالد الذكر مصطفى النحاس باشا أنه «تقطع يدى ولا أوقع على اتفاقية تفصل السودان عن مصر».. يؤكد أن مصر، قيادة وشعباً، حريصة كل الحرص على نقاء وصفاء ومتانة العلاقة بين الشعب المصرى والشعب السودانى.. وقد أكد الوفد فى تصريح سابق على لسان رئيس الحزب الدكتور السيد البدوى الذى التقى أكثر من مرة الرئيس السودانى المشير  عمر البشير، والذى أكد فى لقائه على تقديره الكبير للرئيس عبدالفتاح السيسى، وأنه منذ أول لقاء جمعهما لمس فيه الوطنية وصدق المشاعر تجاه السودان وشعبها، بل روى الرئيس عمر البشير لرئيس الوفد كيف كان ضابطًا فى اللواء السودانى الذى شارك فى حرب 1967 وحرب 1973 وحرب الاستنزاف، وكان موقع اللواء على الشاطئ الغربى للقناة، وكيف كان جنود الصاعقة والعمليات الخاصة يعبرون من خلال الكتيبة التى يخدم فيها الضابط عمر البشير، وكيف كانوا ينتظرون ببالغ الفرحة الأبطال المصريين بعد عودتهم من العمليات، ويستقبلونهم للاطمئنان عليهم، بما يؤكد ما يكنه الرئيس السودانى من إعزاز وتقدير لمصر وشعبها.

ويؤكد الوفد أن حرصنا على تلك العلاقات التاريخية والاستراتيجية يجعلنا نعلن رفضنا لأى هجوم على الشعب السودانى الشقيق أو قيادته، كما نعلن رفضنا لتجاوز أى نائب أو إعلامى فى حق أشقائنا فى السودان، فالسودانيون والمصريون ليسوا إخوة فى العروبة فحسب، وإنما هم شعب واحد انصهر فى بوتقة واحدة، هى بوتقة المصير المشترك. ومن العار أن نجد وسائل إعلام هنا أو هناك لا تعى هذا الواقع، بل تتطاول أو تهاجم، فهذا أسلوب المغيبين الذين لا يدركون خصوصية وأزلية العلاقات المصرية السودانية.

على أية حال، لا نكون مبالغين إذا قلنا إن الرئيس السودانى عمر البشير، يكن كل تقدير وحب لمصر وشعبها، وقد ثبت ذلك يقينًا خلال زيارته الأخيرة لمصر ولقائه الرئيس عبدالفتاح السيسى، وبزيارته هذه إلى القاهرة قطع الطريق تمامًا على كل المزايدين والمتربصين الذين يحاولون دائمًا النيل من العلاقات الراسخة والأزلية بين الدولتين، والشعبين المصرى والسودانى. ولذلك فإنه من الضرورى والمهم للحفاظ على هذه العلاقات المتميزة والقوية، أن يكون هناك حوار مستمر على جميع الأصعدة، حتى يتم الحفاظ على هذا التميز الفريد، لمنع أية خلافات قد تنشأ حول أمر ما. فالحوار الدائم والمتواصل بين الدولتين الشقيقتين يمنع أية خلافات قد تنشأ، ويقطع الطريق على المزايدين وأصحاب الفتنة والوقيعة بين الشعبين.

ويؤكد الوفد أن العلاقات المصرية ـ السودانية تقوم على الاحترام المتبادل والحوار المشترك ووحدة التاريخ والجغرافيا وإرادة الشعبين، وبالحوار الهادئ والمستمر نضيع الفرصة على المتربصين الذين يؤلمهم هذا التوحد بين البلدين.

ولذلك فإن الوفد يدعو إلى خطاب إعلامى فى مصر والسودان يراعى طبيعة العلاقة بين البلدين والشعبين، بدلاً من خطاب الإثارة والتطاول الذى قد يضر بالبلدين ويخلق فجوة يرفضها الشعبان بكل عزيمة وإصرار.