رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

يواصل الإرهاب نثر الموت فى سيناء، رصاصة هنا وأخرى هناك وتفجير يتبع تفجيراً، وانتحار يلى آخر وكأننا على موعد يومى مع الجنازات.

فى الشرق صراع مُتجدد لتفتيت دولة حضارية كانت عاصمة الشرق لقرون طويلة، وفى الغرب تتابع مصر ميليشيات قروسطية تقتل وتنهش وتستلذ عمالاً شاردين وفوضى تتسع فى ليبيا الشقيقة التى عادت لزمن القبائل الأول، فى إثيوبيا تصارع القوى الناعمة لمصر تحت لافتات تجارية وثقافية وتعاون مشترك فى صيانة وضمان حصص مصر المائية بعد ميلاد سد النهضة.

فى الداخل اقتصاد يتنفس من ثقب إبرة، ومشروعات تخطط، ونقاشات تدور حول مشكلات الوطن وحلولها، ورسومات لخطوات مصر المقبلة.

وسط كل ذلك يهرتل الإخوة السلفيون كعادتهم بعيداً عن السياق وكأنهم فى وادٍ آخر، قبل أيام خرج علينا أحد الدعاة السلفيين بفتوى جديدة تقول لنا إن عيد الأم حرام شرعاً، تصوروا، قال الشيخ سامح عبدالحميد إن عيد الأم بدعة لا تجوز وبدايتها كانت من غير المسلمين فيكون بها من البدعة مشابهة أعداء الله، وهو كلام مشابه لكلام ياسر برهامى الذى أكد من قبل أن شراء الهدايا للأم فى يوم بعينه معصية، وأنه لا يجوز شراء الهدايا للأم حتى لو غضبت أمك.

ما أعظمكم علماء، وما أتقاكم مشايخ، نصر الله بكم الدين ونفع بعلومكم جموع المسلمين، الرصاص ينهمر وهم يفتحون صنابير تسطيح الدين وجرجرته إلى ساحات الشو والثرثرة، الحزن يفيض وهم يواصلون تحريم أبسط حدث يرش قليلاً من البهجة على الناس البسطاء.

الناس منشغلون بأوجاع الحياة وهم يصرون على تحويل الدين إلى لافتة لمزيد من الاكتئاب والتضييق.

أى لحى أنتم! وأية عمائم فوق رؤوسكم! أى علوم حصلّتموها لتزيدوا الناس «هلفطة» وتجرجروا الإسلام نحو ما تعيه عقولكم الضيقة!

صباح العبث والجهل والجنون، صباح الإصرار على تحريم عيشة الناس وتعكير حياتهم، وشغلهم بالسفاسف والتوافه، صباح الدين المختطف إلى حيث تريدون لتجنوا نفوذاً وأموالاً ووجوداً لا تستحقونهم.

يا مشايخ الدعوة السلفية: كم فتوى أصدرتم حول العمل والابتكار واحترام المرأة؟.. كم منشور وزعتم تطالبون الناس بالتسامح والتآلف ونظافة البيئة؟.. كم دعوة تبنيتموها لزيادة التعليم والتحفيز على البحث العلمى والاختراع والإبداع؟

لقد تأخرنا بفضل هؤلاء، ما رحمونا ولا رحموا أنفسهم، أطلقوا العبث وألصقوه بدين الله فى الوقت الذى تطلق فيه إسرائيل أقمارها الصناعية الجديدة نحو الفضاء، ويطور علماء الهندسة الوراثية محاصيل تنمو دون مياه، وتخترع الأمم المتقدمة وسائل أفضل للانتقال من مكان إلى آخر بسرعة الضوء، ويبتكر أطباء عظماء أدوية جديدة لمواجهة السرطان، ويكتب فيه روائى مبهر نصاً إبداعياً فى تحرير الإنسان.

والله منهم أعلى، ومنى ومنهم أعلم.

[email protected] com