رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

تشهد هولندا بعد غد الأربعاء 15 مارس اجراء الانتخابات البرلمانية الهولندية وسط حالة من القلق ، يشوبها جدل وشكوك ومخاوف المجتمع الهولندى ، وخاصة المواطنين من أصول أجنبية بوجه عام ، وعلى رأسهم الجاليات الإسلامية .

مشاعر القلق تعترى غالبية الشعب الهولندى من إحتمالية تحقيق فوز كبير لليمينى المتطرف السياسى " خيرت فيلدرز " ، وهى شريحة مُعتدلة تتسم توجهاتها بالتسامح ، ترغب فى التعايش السلمى لكافة المواطنين بمختلف عقائدهم الدينية والسياسية ، دون النظر لجنس أو عرق ، ومن بين غالبية الشعب الهولندى قلة تتأرجح توجهاتها بين الاعتدال والعنصرية ، لكنها تخفى تطرفها " عند الضرورة " بالتأجيل لإعلاء المصلحة العليا لهولندا ، انطلاقاً من مبدأ تجنيب البلاد صراعات أو صدامات شعبية تكون نتائجها خسائر إقتصادية ، تعصف بحالة الاستقرار الإجتماعى التى تتميز بها هولندا ، ذلك البلد الذى يعتبر أصغر الدول الأوروبية الكُبرى وأكبر الصُغرى ، وهو التوصيف السياسى الإقتصادى الذى تطلقه إدارة هولندا السياسية على بلدها .

أما حالة الجدل فهو تدور بوجه خاص هذه المرة وسط الجاليات الاسلامية التى تعيش وسط حيرة بسبب عدم وجود إجابات شافية كافية لكثير من الأسئلة وأهمها: عن أي الأحزاب الهولندية تحظى بمصداقية فى اعلانها انها ستقف فى صف الهولنديين من أصول أجنبية ؟! . .  وهل يوجد من بينهم فعلا من يؤمن بحق

مستقبل أفضل لأبناء الجيلين الثانى والثالث والرابع أيضاً بدون تمييز عرقى أو عنصري ؟ . .  ، وهل من بينهم من يؤمن حقيقة بالمساواة وحرية ممارسة العبادة ولديه النية للفصل بين الدين الاسلامى والاعمال الإرهابية ؟ .

مناخ الشكوك يسيطر بالدرجة الأولى على عرب ومسلمي هولندا ، لعدم ثقتهم فى مدى التفهم الحقيقى للأحزاب السياسية لخطورة تهديدات " فيلدرز " اليميني السياسى المتطرف بأغلاق المساجد ، وحظر القرآن الكريم ، وتتضاعف حالة الشك ازاء استغلال مخاوف المسلمين لكسب أصواتهم فى الانتخابات البرلمانية بإعلان حماية المساجد ودعم المؤسسات الاسلامية  في برامجها الانتخابية .

فى ذات الوقت تتزايد حدة المخاوف من اعلان زعيم الحزب اليميني المتطرف " خيرت فليدرز " بورقة طلبات اللاجئين المسلمين ومطالبته بإغلاق الحدود الهولندية  أمامهم ،  وأنه حال فوزه برئاسة الحكومة الهولندية سيسمح فقط بدخول المسيحيين . 

فى ظل هذه الحالة انه يشارك للمرة الأولى " الحزب الإسلامي الجديد " الذى أصبح يحظى مؤخراً بشعبية كبيرة فى أوساط الجاليات العربية وأكثرها عددا أبناء المغرب وتركيا وبإعلانه انه سيعمل على حماية الإسلام والمسلمين ، وحماية المساجد والتصدى لكل أنواع العنصرية واضطهاد المسلمين واللاجئين ، تمكن بالفعل من جذب هولنديين من أصول أجنبية مختلفة ومن بينهم المصريين المسلمين ، خاصة المتشددين وأنصار الجماعات السلفية والاخوان المسلمين .

أيضاً يشارك فى الانتخابات البرلمانية للمرة الأولى الهولندى من أصل مصرى " عصام عبيد "  العضو فى حزب الاتحاد المسيحي الهولنديCU ، وهوالمرشح المصري الوحيد فى تلك الانتخابات ، وقد وضعه الحزب فى قائمته بالرقم 23 ، وبعيداً عن لغة الأرقام أو رصد توقعات بنجاحه وفوزه بمقعد فى البرلمان الهولندى من عدمه ، الا ان خريطة الانتخابات البرلمانية صعبة ومتشابكة الخيوط والمصالح الحزبية البحته ، وان كان فوز مصرى بكرسى فى مجلس النواب الهولندى حال حدوثه سيكون فى كل الأحوال مكسباً كبيراً ، ان لم يتمكن من الوفاء بوعوده ووعود الحزب الذى ينتمى اليه فان المكسب الأدبى سيكون له صدى فى مصر وخاصة هنا فى أوساط المجتمع المصرى القبطى بهولندا .

فى ذات الوقت لا يمكن اغفال حقيقة واقع نتائج تحليلات سياسية أفادت بذكر أنه كان من الأجدى ان ينضم عصام عبيد لحزب لا يقوم على أساس دينى مسيحى او اسلامى ، لأن ترشيحه على قائمة حزب مسيحى ساهم فى شقاق سياسى وفرقة فى تفتيت الأصوات ، ولا ننكر ايضاً انه يروج لتبنى قضايا كل الأجانب من الشرق الأوسط .

فهل المصرى عصام عبيد لعبة فى حلبة الديمقراطية الهولندية بنكهة شرق أوسطية ؟ . . هذا ستكشف عنه الأيام المُقبلة .

[email protected]