رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الزيارات التى قام بها كل من لاعب الكرة العالمي «ميسي» ومستشارة ألمانيا «ميركل»، والنجم الأمريكي المحبوب «ويل سميث» لمصر، تثبت أننا شعب جميل ولدينا القدرة على استقبال كثير من الضيوف وتأمينهم واستضافتهم.

وصورهم فى منطقة الأهرامات والابتسامة التى على وجوههم تشعرك بأنهم بمفردهم، أى أن زيارتهم جاءت مرتبة وخالية من أى شيء حقيقي، وبالتالى لا يوجد معهم أو حولهم حشد من السياح أو حتى المصريين، يثبت للجمهور بالخارج قبل الداخل أن ترس السياحة بدأ يدور فى عجلة الوطن.

وإعلاميًا يجب أن نعلم أن تلك الصور التى تتناقلها الجرائد والبرامج بمصر، لا تعنينا فى شيء بقدر ما تعني الخارج، أى أن رسالتها يجب أن تصل للسائح فى أى مكان بالخارج وليس بالداخل، لتثبت أن مصر أصبحت آمنة تمامًا ومستعدة لاستقبال السائحين، بفنادقها وخدماتها وأماكنها السياحية وقبل كل ذلك بأهلها أو بمن يعمل فى هذا القطاع العريض، وهو ما لا ينظر إليه الكثير من أصحاب القرار فى مثل تلك الزيارات الاعلامية لنجوم العالم.

فليس المفروض أن يظهروا بمفردهم هكذا، فالصور سوف تأتي بعكس ما نتوقع، وليس كما نأمل، يضاف إلى هذا أن الشارع المصري ومن يعمل فى مجال السياحة لم يفهم ما تريده السياحة ويتمناه السائح، فلا يزال أى سائق تاكسي يتعامل مع أي سائح أجنبي أو عربي على أنه لقمة سهلة المنال لابد من تقليبه، ولا يزال أي سائح يقف لحظات على أرض أي شارع سمكة سهلة المنال، فيتجمع حوله المتسولون أو الاطفال وكأنه لا يوجد أحد ينتبه إلى هذا الدمار وتلك الكوارث التى لا نراها فى الصور الإعلامية للنجوم.

إن السياحة ليست سياحة الصفوة أو النجوم والساسة، بل السياحة هي أن يفهم كل هؤلاء معناها وهي أن نبتسم فى وجوه ضيوفنا، ونستطيع أن نرحب بهم بدلاً من تقليبهم أو سرقتهم كما حدث مع إحدى الكاتبات الشهيرات المدعوات فى معرض الكتاب الماضي عند زيارتها لمنطقة الاهرامات، حيث سرق منها ستمائة دولار والكاميرا الخاصة بها.

يجب أن نفهم ما نفعل، وألا ننظر للسياحة على أنها للصفوة، بل هي لجمهور الدرجة الثالثة العريض على مستوى العالم، هذا الجمهور الذى تتمناه أن يأتي سيحتك بك فى أي مكان سواء لشراء علبة سجائر أو كيس مناديل أو كي تدله على مكان أثري فى دليل ورقي بيده، وبالتالي لا يريد منك إلا تلك الخدمة ولا يريد أن يشعر بأنه قد وقع فى فخ كبير، و بالتالى فإن الصور التى يتم التقاطها أو النقود التى يتم صرفها لاستضافة هؤلاء النجوم الكبار، يمكن لنا استغلالها لتنمية عقلية الوسيط المصري أو الخدمي فى الفندق والشارع وفى أي مكان آخر، حتى نرى السياح فى كل مكان بمصر مجموعات يتحركون ويسألون ويتناقشون بعيدًا عن اللهو والغمر والسرقة والفهلوة والنشل التى نراها ليل نهار فى هذا القطاع الذي لم نعرف كيف نستغله أو نستثمره حتى الآن.

 

محمد محمد مستجاب