رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في مثل هذه الأيام منذ 98 سنة ، كانت مصر على موعد مع أهم وأعظم حدث في تاريخها الحديث والمعاصر ، أَلا وهو ثورة 1919 ، تلك الثورة التي يمكن اعتبارها أول سطور في كتاب تحرير مصر وتطهيرها من رجس الاحتلال البريطاني الذي جسم على صدرها أكثر من 74 سنة وشهادة تقدير لشعب قد يقبل المعاناة والقهر والفقر وكبت الحريات إلى حين ، لكنه متى فاض به الكيل فلن يوقف غضبه وثورته أية قوة في العالم مهما كان عتادها وعدتها ، وفي التاريخ تذكرة  وذكرى لأولي العقول والأبصار .

بالطبع لم تولد الثورة فجأة ولم تأتِ من رحم العدم بل كانت لها مقدمات متنوعة ومتعددة ، أرجعها البعض لزمن ثورة عرابي وما ترتب عليها من نتائج كارثية وارجعها البعض  للحركة السياسية والثقافية والتحررية التي تبناها المستنيرون من أئمة ورموز وقيادات الأحزاب الناشئة وقتها مثل : " حزب الأمة والحزب الوطني وحزب الإصلاح على المبادئ الدستورية " وما ترتب على ظهور تلك الأحزاب من حراك وتنشيط وتوعية للوجدان الشعبي بمخاطر الاحتلال وتأثيراته السلبية على حاضر مصر ومستقبلها ، كما أرجعها البعض لقيام الحرب العالمية الأولى وإشراك المصريين فيها بالغصب والإكراه والدفع بأكثر من مليون منهم للقتال في ميادين مختلفة ب" أفريقيا وآسيا وأوربا " ليُكتَب عليهم الموت في بلاد غريبة بعد التضحية بشبابهم وأرواحهم في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل وأرجعها البعض لوعود البريطانيين الكاذبة بنيل مصر حريتها واستقلالها بعد نهاية الحرب وانتصار الحلفاء ثم حنس بريطانيا بتلك الوعود وبالتالي عموم اليأس والإحباط وانحسار الأمل في بوتقة من الجمود السياسي الذي لا يُنتَظَر منه أي تقدم لمصر ولو خطوة واحدة في طريق النهضة والتطور والاستقلال .

وأرجعها البعض لكل تلك الأسباب مجتمعة - وأنا منهم – باعتبارها الشرر الذي كان يتكاثف تحت السطح و راح ينتشر ويتراكم إلى أن استحال نارا كادت تحرق كل من أسهم في إشعالها .

إذن كانت العجلة تدور في الاتجاه الخاطئ والموارد تُهدَر فيما لا طائل  من ورائه ، وكان صبر المصريين آخذا في النفاذ والوتيرة تتسارع أكثر واكثر وسط أجواء ملبدة بالحذر والقلق والتوتر والانتظار ولا أحد يدري ما الذي كانت سوف تحمله الأيام القادمة ؟ ومن الذي سيستطيع قيادة سفينة الوطن المحاصرة بالعواصف والتيارات الهادرة التي كان من الممكن أن تهدد سلامتها وتؤخر وصولها لشاطئ الأمان ؟

أحداث كثيرة وقعت في تلك الفترة شكلت ملامحها وكتبت سطورها التي إن تتبعناها فسوف تشكل ملحمة رائعة قل أن يجود الزمان مثلها مرة أخرى ، وسوف أحاول بداية من الأسبوع القادم عرض تلك الأحداث بتفاصيلها من أجل الاستفادة من دروس في حقيقتها تمثل منهجا يتعلم منه كل من يحب هذا البلد ويتفانى في الرقي بمصالحه على حساب المصالح الشخصية .