رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

الوطن ليس أرضًا مُسيجة بأسلاك شائكة، ليس نشيدًا مدرسيًا يُغنى فى طوابير الصباح، ليس كلمة تُردد لتشعرنا بالفخر والرضا، إنها بيت يعيش فينا ونعيش فيه، حُضن يتسع، أرض تمنحنا الأمان ونمنحها المحبة، تُرضينا بالسلام وتُشعرنا بالأمن.

لا وطن يتجول فيه القتلة مُطلقى السراح، ولا وطن يهرب أبناؤه منه خوفًا واحتياجاً، ولا وطن يفقد الإنسان فيه رضاه وأمنه وسلامة مُحبيه.

قبل أيام أغلقت 40 أسرة مسيحية مساكنها، وحزمت حقائبها، وودعت جيرانها لتُغادر مدينة العريش إلى الإسماعيلية والسويس هروبًا من رصاص القتل الأعمى الذى يُصوبه مهاويس «ولاية سيناء» على كُل قبطى. ابتلع المسيحيون صمتهم بعد أن وجد أهالى العريش جُثتين لرجل فى الخامسة والستين يُدعى سعد حكيم والآخر ابنه مدحت فى الأربعين من عمره تبين أنهما تلقوا تهديدًا من مجهولين بالقتل إن لم يرحلوا عن مدينتهم. المؤسف أن جُثة سعد وجدت بها آثار رصاص فى الرأس، بينما كانت جُثة ابنه محترقة تماماً. ثُم تواصل الإرهاب عندما طرق مُلثمون باب أحد الأسر المسيحية ليلًا ليطلقوا الرصاص على رب الآسرة أمام أبنائه، ثُم لاذوا بالفرار، وذلك بعد بيان هددوا فيه كُل «صليبى» بالموت.

أن تكون مسيحيًا فى العريش يعنى أن تسير على حافة الخطر، أن يُطاردك الخوف والغدر، أن تسير مُستتراً، وتعيش مُتخفياً، وتنام بعينين مفتوحتين. ما جرى يؤكد أن الخطر جسيم، وأن المعركة طويلة، وأن الدواعش تحولوا من استهداف الجيش ورجاله إلى اصطياد المُسالمين العُزل تحت دعاوى استحلال دماء غير المُسلمين.

السكوت جريمة. سُبة. عار يُطاردنا جميعاً. السكوت يعنى أن شيئًا فى مصريتنا غير سليم، فى أخلاقنا، فى ثقافتنا، وفى حضارتنا. ترحيل مصريين قهرًا يؤكد أننا غير قادرين على حمايتهم، تأمينهم، وهو لا يصح فى ظل حرب الكرامة الدائرة.

العريش أرض مصرية، وتخضع لقوانين جمهورية مصر العربية، وليس لتخاريف تنظيم الدولة الجاهلة، وكان لا بد من تأمين كامل للمسيحيين كمسئولين فى الدولة. ما يُثير الاستغراب فيما حدث أن أحدًا لم يخرُج علينا ليقول إن الحل ليس فى ترحيل الأسر المصرية عن بيوت سكنوها، وأناس أحبوها، وحيوات عاشوها سنين، وإنما كان فى تأكيد سيطرة مصر على العريش وغيرها من المُدن.

قبل قرن من الزمان كانت بلادنا مُحتلة، وكان الإنجليز يُعلنون أن احتلالهم لمصر يأتى دفاعًا عن المسيحيين من تطرف المُسلمين. وقتها وقف الثائر العظيم القُمص سرجيوس ليخطُب فوق منبر الأزهر قائلاً: «إذا كان الإنجليز يتمسكون بوجودهم فى مصر بحجة حماية الأقباط، فليمت الأقباط، ويحيا المسلمين أحراراً».

وأنا أقول لكم الآن: عارٌ علينا أن يُهجّر الأقباط عن ديارهم خوفاً. وليمُت المُسلمون دفاعًا عن أقباط مصر ضد جحافل الغباء وتلامذة إبليس.

 والله أعلى وأعلم.

 

[email protected] com