رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

أعزائى القراء اسمحو لي أن أحدثكم حول استطلاع خاص أجراه أحد المذيعين المغمورين الحاصلين على الشهادة الإعدادية بمرتبة الشرف لصالح قناة «المظاريطا» الفضائية مع عينات عشوائية من المواطنين الكمل حول أمنياتهم وتطلعاتهم فى ظل التعديل الوزارى الجديد ، فجاءت نتيجة الاستطلاع على النحو التالي: 5% يتطلعون لإصلاح التعليم، 3% يتطلعون لرفع ميزانية وزارة الصحة، 2% يحلمون ببناء فلل «دوبليكس» للشباب محدودي الدخل من أبناء الوزراء ووكلاء الوزراء والعاملين في مكاتبهم وكانت مفاجأة هذا الاستطلاع أن النسبة المتبقية وهي 90% طالبوا حكومة المهندس شريف اسماعيل بإلغاء فكرة رغيف لكل مواطن واستبدالها بتوفير سلم خشب لكل مواطن ستسألونني: وهل سيأكل المواطن الخشب؟ أقول: بالطبع لا، لكن ليستعمله في الميادين العامة والشوارع حين يتجرأ على صعود أي من الأرصفة أو النزول منها، لأن هذا السلم سيضمن له اجتياز الرصيف في أمان وسيحافظ عليه من الإصابة بعاهة مستديمة إذا اختلت إحدى قدميه وسقط في الأرض بسبب ارتفاع الرصيف وبالطبع يجب أن يكون هذا السلم مدعوما من الحكومة وموجوداً بأكشاك للتوزيع على غرار أكشاك بيع العيش ..
حبة جد، إن أكثر ما يدهشني إن الأرصفة الموجودة بصورتها الحالية تكشف عن حقيقتين مهمتين هما:
الأولى، إن إنشاءها بهذه الطريقة لم يكن قط في مصلحة المواطن المصري ولن يكون لما تمثله هذه الأرصفة من عوائق تعجز المارة عن القيام بالسير الطبيعي في الشارع.
الثانية ، إن الأموال الباهظة التي تنفق على هذه الحواجز المستفزة تبذل لمجرد الإنفاق لصالح بعض المستفيدين من أصحاب الشركات التي تفوز بالمناقصات المخصصة لهذه الأعمال وبالتالي يضيع المال الذي يؤخذ من جيوبنا لتنتفخ به جيوب غيرنا ، والدليل على ذلك افتقار هذه الأرصفة المبنية لشروط السلامة الواجب توافرها لحماية أمن المواطن فهي كثيرة ومتناثرة ترتفع وتنخفض وتلتوي في غير انتظام، تضيق وتتسع ، تتعرج وتستوي وتتطلب للسير عليها قدرا لا مثيل له من اللياقة البدنية وقوة العضلات إلى درجة لا يمكن أن تتحقق لأمثالنا من آكلي الفراخ البيضاء واللحمة السوداني والخضراوات المروية بالمجاري والمرشوشة بالمبيدات المسرطنة والمياه الملوثة بمخلفات المصانع، وأنا أتساءل: هل المقصود من الأرصفة على صورتها تلك إجبار المواطن المصري على تسلق المرتفعات أو التزحلق عليها؟ إن أكثر ما أخشاه أن تتحول هذه الظاهرة السلبية إلى مظهر يتحاكى به الأوروبيون عند عودتهم لبلادهم فلا يتذكرون الأهرامات ولا أبو الهول ولا المعابد ولا الكنائس ولا المساجد العريقة وكل ما سيظل عالقا في أذهانهم هو الإعجاز المصري في بناء المرتفعات الصناعية «الأرصفة» أريد الهمس في أذن رئيس الوزراء : هل تعلم يا سيادة الرئيس أن هناك أكثر من 7 ملايين معاق يعانون الأمرين من أجل صعودهم إلى تلك الأرصفة؟ ألا تعلم أن هناك سيدات حوامل وشيوخا ومرضى بالقلب والجلطة والانزلاق الغضروفي؟ للأسف الشديد إن هذا الشعب لم يعد يستطيع السير حتى على قدميه، إنه يعيش أغرب أنواع الحصار حيث يتجنب السير في الشارع خوفا من حوادث الطرقات ويتجنب المشي على الأرصفة حتى لا يصاب بعاهة مستديمة ولا أشك لحظة في أن بناء رصيف لا يتجاوز ارتفاعه عدة سنتيمترات ينحدر تدريجيا بشكل يناسب السليم والمعاق أمر لن يؤثر كثيرا على ميزانية الدولة ولن يكلفها هذه الأموال الطائلة التي تنفق على أرصفة هي في الواقع جبال صناعية صغيرة تصيب الناظر إليها بالاشمئزاز وتشعر السليم بالعجز فما بالنا بالمعاق ؟!! .