رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

أمس كاليوم كاللحظة التى أكتب فيها، لا شيء جديداً ولا شيء يسرّ القلب، الأيام تتقلب فى فلك الشهور، والسنوات تقصف العمر، ولا يوجد لحظة للتوقف والتفكير فيما يحدث، الجميع يهرول، والكل يبحث عن لقمة العيش، تلهبنا الأسعار والأوامر المنزلية والطلبات الحياتية، ويجب أن ننفذ، والحكومة وكأنها تترصدنا، وكأننا فى حرب دائمة معها لا تنتهي، أقف على محطة عبدالمنعم رياض، انتظر الأتوبيس، الوجوه مدفونة فى سطح الأرض يبحثون عن حل، وكل واحد فى عالمه، دروس خصوصية، وأقساط يجب أن تسدد، وفواتير كهرباء وغاز ومياه لا تتوقف، نتعارك فى الميكروباصات والاتوبيسات على مقعد أو ربع جنيه مع السائق ولا أحد يشعر بالجحيم الذى نعيش فيه، نذهب للمخبز كي نلتقط بعض الأرغفة فنجد سعراً جديداً، ثلاثة أنصاص أرغفة بجنيه، ولن تفتح فمك، ولن تستطيع أن تفاصله، أذهب لبائع الخضار فأجد حزمة الجرير بخمسة وسبعين قرشًا، أعطيه الجنيه فلا يعود الباقي لأنه لا يوجد فكه، أحاول أن أتدثر بالماضي أو أبحث عن حل، نقود كثيرة تأتى وأضع يدي فى جيبي فلا أجد منها شيئاً، أحاول أنا وأسرتي الصغيرة أن نتحايل على الحياة، أن نخرج– على قد حالنا– نتفرج على فترينات الأسعار ونمني أنفسنا ذات يوم بشراء ما نريده، أشعر بالجميع حولي وهم يتحايلون مثلي على الحياة، يسرقون ابتسامة أو ضحكة عالية أو يثرثرون على أحد الأفلام التى شاهدناها، نبتعد قدر الإمكان عن كل ما يوترنا أو ما يضايقنا مع أن كل شيء حولنا، ضد الحياة وضد البهجة، نحاول أن نسرق ساعتين من سبعمائة وعشرين ساعة هي ساعات الشهر، نجلس فيها على مقهي أو ندخل سينما أو نأكل بالخارج فى أحد المطاعم، فتربكنا الاسعار ويحيط بنا المتسولون أو ضريبة خدمة لا أعرف معناها أو سائق تاكسي يحاول أن يسلبنا ضعف حقه، أحاول أن أرتب الميزانية أو أحدد الاحلام لأسرتي فلا أفلح، لأنه لا يوجد شيء ثابت ولا يوجد شيء واضح، وكل ما علينا أن نصبر، يحدثني صديقى الثري بأنه أيضاً لا يشعر بأي متعة، وأن المحامين والأوامر والدولار يوقف تحركات مشاريعه وفرص استثماره، أحاول أن أبحث عن بعض البهجة في السير ليلا أو شراء قرطاس لب أو فول سوداني، فلا أعثر فى جيبي على أي نقود، فأضع يدي في جيبي، خوفًا من البرد أو أسعار جديدة.. وأوامر جديدة وطلبات منزلية لا تنتهي، وأعود كما تعود كل الناس إلى بيوتهم، يحاولون أن يلقوا برؤوسهم على وسائد مكتظة بالمشكلات والزحام والخناق والنقود، فلا يأتي النوم لأحد، تخطينا المسموح ولا معقول، فلا نحن في ساقية تجلب الماء فى نهاية الأمر، ولا نحن فى طاحون يقع على أكتافنا بعض الدقيق فنشعر بالشبع، بل نحن ننتظر أذان المغرب أن يؤذن كي نلتقط طعام الافطار، فلا يأتي المغرب ونظل جالسين فى هذا الليل الطويل.