رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

استقبلت مصر منذ عام 1997 وحتى الآن خمسة ملايين مهاجر من إفريقيا وحوالي نصف مليون سوري ونفس العدد تقريباً من العراق ، وتعاملت مصر حكومة وشعبا مع هؤلاء اللاجئين بطيبة وإنسانية ، حيث تم إدماجهم بالمُجتمع المصرى دون ضجيج أو أى مشاكل تذكر ، وحصلوا على نفس حقوق المواطن المصري كالرعاية الصحية والتعليم ، ولم تقم مصر ببناء مراكز استقبال لعزل اللاجئين مثلما يحدُث فى معظم الدول الأوروبية أو التخلص منهم .

يأتى ذلك فى الوقت الذى تسعى فيه أوروبا للضغط على مصر وتطلب منها إقامة مراكز على أراضيها ليقدم المهاجرون الأفارقة طلبات اللجوء فيها ، وهو الطلب الذى فطن اليه سامح شكرى وزير خارجية مصر واعلن تحفظه عليه ، ودون ان يسبب حرج لأوروبا قال بلباقة دبلوماسية فى تصريحات صحفية ان هذا الأمر يحتاج لدراسة متأنية ، وأذكر انه قال : " لنتخيل أن يحدُث في مصر شيء مشابه لما يحدث الآن في ليبيا ، لو وقع واحد بالمئة من السكان في براثن التطرُف ، سيكون لدينا 100 ألف إرهابي ، وهذا سيكون كافياً ليس لزعزعة استقرار أوروبا وحدها ، بل كل العالم " .

وكانت رسالة وزير الخارجية واضحة لأوروبا بان تتوقف عن الايقاع بمصر داخل شرك سياسى واجتماعى فى وقت تعانى البلاد من أزمة إقتصادية طاحنة ، وتسعى لإتمام مرحلة البناء بعد تبعات أحداث 25 يناير 2011 وما أطلق عليه بثورات الربيع العربى فى المنطقة ، وما تأثرت به مصر داخلياً ومن دول مجاورة .

وقد اجتمع قادة الاتحاد الاوروبي يوم الجمعة الماضى فى قمة غير رسمية فى مالطا لمناقشة خطة عمل بشأن احتواء تدفق المهاجرين إلى الأراضى الأوروبية على طول الطريق المركزي للمتوسط .

وكشفت أخبار تسربت من تلك القمة ان بعض قادة دول الاتحاد الأوروبى " الذى ينتمى لليمين السياسى " طرح من جديد محاولة الضغط على حكومة مصر للموافقة على ان تبنى أوروبا على الأراضى المصرية مراكز لإستقبال اللاجئين من أفريقيا ومناطق الصراعات فى الشرق الأوسط ، وهذا يوضح ان رؤية مثل هؤلاء الساسة إعادة تصدير المشاكل لمنطقة الشرق الأوسط ، دون بحث حلول آمنة ومستديمة لمشاكل اللاجئين والهجرة ، لكن لم يجد طلب الضغط على مصر استجابة .

ونحن نفهم القلق الأوروبى الذى بدا واضحا في اجتماع القادة الأوروبيين الجمعة الماضية في مالطا وتابعنا إظهار وحدتهم في مواجهة تحدي الهجرة وتحديد مسار للاتحاد الذي تأثر بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ووصول الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب.

وبالنظر للمشهد العالمي اليوم نجد ان القلق الأوروبي يتصاعد ، حيث تنتشر قيم جديدة مُتشددة بدأت فى تكريس مبادئ الإقصائية ونبذ الآخر ، وألقت بظلالها على حركات الهجرة المتزايدة ، واستغلال ساسة اليمين المتطرف لتلك القضية لتحقيق مكاسب سياسية على حساب بث الخوف فى نفوس شعوبهم من الأجانب والمسلمين ، وقد اتضح ذلك فى نجاح الأحزاب الأوروبية الشعبوية اليمينية في تحويل المهاجرين واللاجئين إلى كبش فداء وإقناع الناخبين بضرورة ردعهم بأي ثمن.

أما ما يجب ان ندركه الآن فى مصر هو أن أوروبا أدركت تبعات سياسة الرئيس الأمريكى الجديد ، وان منعه دخول المسلمين لبلاده سيدفع بهم الى اللجوء لأوروبا .

[email protected]