رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحتاج فى مصر إلى ثورة إدارية لتصحيح أوضاع خاطئة كثيرة أدت إلى تراجعنا فى كافة المجالات -تقريباً- فهناك موظفون يحصلون على آلاف الجنيهات شهرياً دون أن يقدموا شيئاً يذكر للدولة، وكل مهمتهم إضاعة الوقت والتوقيع فى ساعة الحضور والتزويغ بحثاً عن سبوبة خاصة.

والغريب أن الكثيرين انتفضوا فى الأيام الأخيرة اعتراضاً على راتب الوزير الذى يحصل على ما يقرب من 30 ألف جنيه شهرياً، مع العلم أنه مرتب عادل قياساً بأهمية المنصب السياسى الذى يشغله أى وزير وعليه مسئوليات جسيمة أمام المواطنين، كما أن أى وزير يتم اختياره يجب أن يكون الأفضل فى مجاله ومميزاً بين أقرانه، وهو واجهة للدولة ويجب أن يكون مظهره لائقاً بالمنصب الذى يشغله.

ولا يعنى ذلك أن يحصل الوزير على راتب مناسب أو كبير ثم يخرج من الوزارة كما دخل، بل عليه أن يكون إيجابياً ويعمل لمصلحة الشعب بمنتهى الإخلاص والشفافية، وأن تتم محاسبته إذا أهمل أو تقاعس أو سقط فى فخ الفساد، والمفروض أن يتفرغ لعمله وأن يساهم فى زيادة ميزانية الدولة بدلاً من محاولات الدفاع عن نفسه وعن الراتب الذى يتقاضاه.

ولا يختلف الحال كثيراً بالنسبة للدكتور الجامعى الذى يحصل على أعلى الدرجات العلمية وفى النهاية يحصل على راتب متواضع ولا يليق بدوره المهم جداً فى المجتمع، ويتأزم الموقف أكثر فى الفئات المميزة جداً من دكاترة الجامعة الذين يشرفون على الرسائل العلمية سواء الماجستير أو الدكتوراه، فهم يبذلون جهداً ووقتاً مع الباحث ويمنحونه الخبرات العلمية اللازمة، ويتحلون بصبر نادر فى تلبية رغبة الباحث والإجابة عن تساؤلاته طوال مدة تحضير البحث العلمي، وفى المقابل يحصلون على مقابل هزيل لا يتناسب أبداً مع دكتور يتخرج على يديه علماء يشكلون الرأى العام ويؤثرون تأثيراً مباشراً فى المجتمع.

يجب أن تراعى الدولة أن دكتور الجامعة لا يقل دوره عن دور الوزير، وعدم حصوله على المقابل المادى اللائق هو فى الوقت نفسه نوع من عدم التقدير الأدبي، ويحتاج الأمر من الدولة إلى إعادة نظر وأن يحصل كل متميز أو من يشغل منصباً رفيعاً على راتب مناسب لمهمته، ولن يشكل ذلك عبئاً إضافياً على ميزانية الدولة خاصة فى ظل الظروف الصعبة التى تعانى منها مصر منذ ثورة 25 يناير 2011، إذا راجعت الدولة حساباتها وأغلقت أبواب إهدار المال العام فى وجه من يتقاضون رواتب كبيرة لا يستحقونها أبداً ولا يقدمون شيئاً لمصر وستتقدم مصر إذا أنصفت المتميزين وكفت عن ذبح الأساتذة والعلماء.

Hananghanem44 @yahoo.com