رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

من يقرأ العالم الآن يُحبط. يرتجف، يزداد قلقاً على مستقبل أولاده وأحفاده، فالنظام العالمى يتحلل ويتجه للتناحر والحروب، وحكاية قابيل وهابيل تعود للسيطرة على البشرية.

توتر هُنا، واضطراب هُناك، وعصابات تحكم دولاً، ومجرمون يرسمون المستقبل، والتوحش يُعلن سيطرته وتحكمه وتسلُطه. لو نظرت يميناً ستُفجعك المشاهد، ولو توجهت غرباً ستروعك الأحداث، ومع الوقت ستشعر أن عينيك اعتادتا رؤية الجثث والدماء.

ولأن الأدب هو حائط الصد، ولأن الفن هو راية المقاومة، فقد استهل الشاعر والأديب العراقى آزاد إسكندر العام الجديد بترجمة كُل ما كُتب فى الشرق والغرب من شعر عن الحروب والدمار والتوحش حول العالم ليقدمها فى كتاب صادم باسم «هايكو الحرب.. آثار الرصاص على العالم». وشعر «الهايكو» هو فن حديث نشأ فى اليابان مُعتمداً على المقطوعة القصيرة التى ترسم معانى عميقة، لذا فقد بدت تجميعات الكتاب من كافة البلدان أشبه برسالة احتجاج ضد توحش وغطرسة القوة التى تحكم العالم.

من كرواتيا يحتج زيلجكو فوندا بمرارة قائلاً «فى القرية التى قُصفت/ امرأة عجوز تلعنُ/ بقاءها حية». ومن صربيا يقول ستيفان ميخائيلوفيتش ساخراً من صُناع القتل «على أمواج البحر زهور.. عظام المحاربين فى الأعماق». ومن نيوزيلندا يقول أرنيست بيرى «ذهبت إلى الحرب/ وصية أمى/ كُن طيباً».

ومن تايوان يهتف تشين أوى ليو صادماً العالم بما جرى للأطفال فى العراق: «قطرات ندى ربيعية / تعلقت بورقة عُشب/ أطفال العراق».

ومن فلسطين تقول ريتا عودة «مخيم لاجئين/ تسأل أباها/ ما معنى لاجئ؟».

ومن أمريكا يكتب بيلى ويسلون مُتحدثاً عن تورط الحربجية فى أعمال تعذيب فى العراق وأفغانستان: «التعذيب/ بقعة أخرى/ على العلم».

ويكتب س. و. هاويس عما فعلته حرب العراق بالأمريكيين أنفسهم: «عاد من العراق /فى موسم جنى التفاح/ بلا ذراعين».

ومن البوسنة يكتب مدحت هينثيثتش مُعلقاً على وقف إطلاق النار بعد سنوات من القتل والتدمير والكراهية: «وقف إطلاق النار / الحمامتان على السطح / تعاودان التقبيل».

ويقول ماركوس سولزبرغ من سويسرا «فى أكياس سوداء/ هواتف نقالة ترن / بلا انقطاع».

ومن ألمانيا يكتب أودو وينزيل «هُنا مطرٌ صيفى/ فى لبنان/ قنابل عنقودية»، وكأنه يستحث ضمير العالم الغربى اللاهى فى المُتع المُنزعج من المطر على الالتفات لما يجرى فى الشرق من مذابح وتخريب.

وتلك الومضات الصادمة تدفع الروائية العراقية إنعام جه جى أن تقول مُعلقة «إن هذا الشعر لا يقدم خراب الأرض بل أعطاب الروح، ذلك لأن هناك مهندسين وبنائين يتكفلون بإصلاح ما تحطم».

وتلك هى الحرب. مأساة الإنسانية، وجريمة قابيل التى تتكرر كُل يوم، لكن، فى زماننا تتكرر دون ندم، ودون مواراة جُثث الضحايا ثرى الأرض.

والله أعلى وأعلم

 

[email protected]