رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تفاءلوا حقاً فإن الخير قادم ويتوافق هذا مع بشاير العام الجديد ونحن نأمل جميعاً أنه عام سعيد ويسألنى أحدهم، من أين هذا التفاؤل بالسنة الجديدة ونحن نعانى الأمرين وزيادة أسعار أكلت الأخضر واليابس؟

السبب بعيد جداً عن الأذهان لا لأننا اكتشفنا آبار غاز وبترول تكفينا لسنوات عديدة بل هى أيضاً مصدر خطير للعملة الصعبة، وليس لأننا اكتشفنا نهر نيل آخر موازياً لنيلنا العظيم تحت أرض الصحراء الغربية، ولكن لأننا يومياً يدخل إلى خزانتنا مائة مليون جنيه، ما بين رشاوى وعمولات، وبلا أزرق بعيد عنك، فإذا كانت الحرب على الفساد بدأت بتحركات كبيرة للأجهزة الرقابية والأموال العامة وغيرها وبحسبة بسيطة، فإن الحصاد الشهرى لحملات الفساد ممكن أن يسهم فى تحصيل 500 مليون شهرياً.

 ويسألنى أحدهم الحسابات غلط، أقوله لأ لأن فيه بعض اللى مايتسموش. أقصد المرتشين تخطوا عشرات الملايين وأكتر وكل واحد ومقدرته وعصابته اللى واقفة وسانداه.. حقيقى منكم لله.. ده فيه ناس مش لاقية العيش الحاف. إن الحملات النشطة الآن ضد الفساد تحتاج لتكاتف جهود الجميع بالإبلاغ عن بؤر الفساد المستشرى الذى أضاع البركة فى هذا المجتمع حيث القائمين عليه وعلى قممه من الفسدة إذا كان فى مجال التعليم، الصحة، الزراعة، المالية حتى طالت رجال العدالة وخلايا أخرى عديدة امتصت دماء الشعب وقوته واستحلتها بكل بجاحة.

ولكن السؤال المحير أن أغلب هؤلاء الفسدة هم موظفو جهات حكومية حيث الروتين ومراجعة كل مليم يتم صرفه وتوقيع وكيل أول ووكيل تانى ومراجعة مدير حسابات الجهة الذى يرأسه فلان ثم فلان.. أين كان هذا الطاقم من القائمين على أموال وأحوال الدولة حينما ظلت المرتشية الفلانية حتى وصل رصيدها مائة مليون.

الغريب فى الأمر أن محافظات مصر هى الأخرى لم تسلم من قضايا الرشوة والعمولة والفساد. وكأن الغضب قد غطى سماء بلادنا فهل ننتظر خيراً؟ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، صدق الله العظيم. إننا نتمنى صلاح أحوال بلادنا ولكنه لن ينصلح قبل صلاح أنفسنا واستعادة ضمائرنا التائهة ودائماً ما ننعى هذا الزمن ونترحم على الزمن القديم، لماذا لم نسأل أنفسنا ما الذى يجعلنا نحن للقديم، لأننا فى ذاك الزمن تحلينا بالأخلاق وتمسكنا بالمثل العليا كان المجتمع متكاملاً، يسعى الكل لمساعدة الآخر، دون أن يفقد ماء وجهه، نلقى السلام، نطبق مبادئ ديننا بقلوبنا لا بمظهرنا، والقلوب بالداخل خاوية.. ولكن حينما استحللنا الحرام وخاصمنا الحلال وبعدنا عن المولى عز وجل، فيجب أن ننتظر المزيد من الضياع.

بسم الله «لو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون» صدق الله العظيم.

العبرة هنا فى البركة والتراحم لا اللهث وراء أموال لا بركة فيها، حتى صدأت النفوس وغلف حياتنا الاكتئاب. ثم نتساءل والإجابة داخل أنفسنا هل سنطهر نفوسنا مع مدخل عام جديد، هل سيتخلى التجار عن جشعهم فى إشعال الأسواق.. وتضييق الخناق على مجتمع لا يستطيع أن يحصل على السلع الأساسية، هل هذا لا يعد سرقة؟ إنهم يقفون فى نفس الصف ولكن تحت مسميات أخرى.

والسؤال الأهم لماذا سكتت الأجهزة الرقابية طوال هذه السنوات العجاف حتى نخر السوس.. عظام الوطن وهد اقتصاده وأنهك قواه ودفع المواطن البسيط الثمن.. ولا يزال ينتظر!

[email protected]