رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلمة عدل

فى إطار الاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة لابد من الاستفادة الشديدة بالموارد المتاحة، خاصة فى المجال الزراعى، والاعتماد على الإمكانيات الموجودة بالفعل، وقد تحدثنا خلال الأيام الماضية عن عدد من المحاصيل الزراعية التى يمكن أن تكون إستراتيجية تحقق الاكتفاء الذاتى من الاستهلاك المحلى وتصدير الفائض إلى الخارج وجلب العملات الأجنبية التى نحن فى أشد الاحتياج إليها.

من هذه المحاصيل المهمة الفول السودانى، خاصة أن لدينا البيئة المناسبة لزراعته فى الأراضى الجديدة. وهذا المحصول الذى يطلق عليه فستق العبيد من أهم المحاصيل الزيتية وموطنه الأصلى البرازيل فى أمريكا الجنوبية. وهو يحتاج إلى طقس دافئ أو معتدل عند الإنبات، ولا يحتاج إلى تربة خصبة بل إلى تربة خفيفة جيدة التهوية. ويزرع فى ثلاثة مواعيد حسب فترة المناخ، ما بين مارس ويونية.

ومن هنا يعتبر الفول السودانى من المحاصيل المهمة فى الأراضى الجديدة والتى غالباً ما تكون أراضى رملية أو صفراء خفيفة ويدر المحصول عائداً مالياً سريعاً إلى المزارع، لأنه أفضل من المحاصيل الأخرى، بالإضافة إلى قصر مدة مكوثه فى الأرض مثل الأصناف الأخرى الجديدة المستنبطة.

وينصح علماء الزراعة بزراعة الأصناف العالية الإنتاجية ذات الصفات الجيدة والمقاومة للأمراض لأنها تسهم فى زيادة معدل انتاج الفدان. وكان حتى عهد قريب يصدر إلى الدول العربية والأوروبية نسبة حوالى 30% من جملة الإنتاج، وقد تراجعت كمية التصدير مؤخراً بسبب بعض المشاكل الخاصة ببذرة الفول السودانى. ومن الأصناف المهمة التى تمتاز بكبر حجم القرون وتحقق أغراض التصدير، ما ينضج بعد أربعة شهور وشديد التحمل بالإصابة بالأمراض ويطلق عليه «جيزة 4».

وهنا يثور التساؤل لماذا لا يتم الاهتمام بزراعة الفول السودانى، ليس فقط من أجل الاستهلاك المحلى، وإنما من أجل التصدير وجلب العملات الصعبة التى تعد البلاد فى أشد الاحتياج إليها. والأمر باختصار شديد يحتاج إلى تغيير فى الفكر الزراعى واستغلال الأراضى الجديدة التى يتم استصلاحها. بالاضافة إلى الأراضى الأخرى التى تعد صالحة تماماً لزراعة هذا المحصول.

أما ما يمكن تصنيعه من الفول السودانى فهو زبدة السودانى والمعروف أنه يوجد معجون فول سودانى مماثل لهذه الزبدة فى مختلف الثقافات، وهى ترفع الكوليسترول النافع وتخفض الضار على مستوى السكر. ولذلك يعد محصول السودانى موردا اقتصاديا مهما للبلاد، والمعروف أن مدينة مثل لندن يقدم فيها السودانى بطريقة رائعة تجذب جمهوراً كبيراً. السؤال لماذا لا نهتم الاهتمام الكامل بهذا المحصول الذى تناسب زراعته الأراضى المصرية ذات التربة الخفيفة لتحقيق الاكتفاء الذاتى منه، وانشاء المصانع التى تقوم بعمل التحميص والتمليح، وهي بدورها تستوعب عمالة كثيرة، ونحن فى أشد الحاجة إلى ذلك.. ثم تصدير الفائض إلى الخارج، من أجل جلب العملات الأجنبية.

الأمر باختصار شديد، لابد من إجراء تغيير شامل فى المنظومة الزراعية التى باتت عقيمة ولا تتواكب مع الواقع الجديد للبلاد بعد الثورتين العظيمتين فى 25 «يناير» و30 يونية، نحن بحاجة شديدة جداً، لتغيير هذه السياسة واستبدالها بأخرى تستغل كل الموارد بالبلاد للنهوض بها.

.. و«للحديث بقية»

سكرتير عام حزب الوفد