رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قطرات حب

السعادة هدف يسعى اليه كل انسان فى حياته. فأى عمل يقوم به الانسان إنما يقوم به بهدف ان يجلب له السعادة، فالتلميذ او الطالب يستذكر دروسه لكى ينجح ويسعد بالنجاح، ويسعد والديه بنجاحه والشاب يسعى للعمل والزواج لكى يحصل على السعادة. والإنسان يعمل لكى يحصل على المال اللازم لكى يفى بمتطلبات حياته ويسعى لزيادة دخله، متطلعا نحو حياة افضل ومستوى معيشى يتوافر فيه اكبر قدر من الرفاهية والسعادة.

وعلى ذلك فالنجاح أو العمل أو الزواج أو المال ليس إلا طرقًا تساعد على الوصول الى السعادة. لكن هذه الاشياء تؤدى الى سعادة مؤقتة لفترة، لكن بعد ذلك يعود الإنسان من جديد ليبحث عن السعادة مرة اخرى. إن السعادة الحقيقية والدائمة يحصل عليها الإنسان إذا تمكن من تحقيق عدة نقاط فى حياته.

الرضا والقناعة: إن الانسان يرضى بما قسمه الله تبارك اسمه من مال وصحة وخير وظروف.

 إرضاء الضمير: إن الإنسان يرضى ضميره بالأمانة فى العمل أي ان يكون امينا فى عمله يقوم بعمله على اكمل وجه، وأن يكون أمينًا فى كل ما تصل اليه يداه.

إرضاء الله: إذا كنت تسير فى حياتك وعملك وفى عبادتك بما يرضى الله، فإنك سوف تضمن السعادة فى هذه الحياة وفى الحياة الآخرة.

إرضاء الغير: ويكون ذلك بما لا يتعارض مع الحق او مع حقوق الآخرين. ليست السعادة ان ترضى نفسك وتنفذ لها كل رغباتها وكل ما تشتهيه سواء كان مالًا أو طعامًا أو شرابًا أو متعًا للجسد، لكن السعادة ان ترضى الغير. إذا اردت ان تكون سعيدا فلا تنظر الى نفسك بل انظر الى من حولك، سوف تجد ان لكل انسان متطلبات واحتياجات. فإن حاولت على قدر استطاعتك ان تساهم فى تحقيق متطلباته والإيفاء باحتياجاته. فأنت بذلك تكون قد أسعدته، وبالتالى تشعر انت بالسعادة. فالسعادة هى الشعور الذى تشعر به انت إذا حاولت أن توفره للآخرين. وانت لا تستطيع أن تشعر بها إلا إذا رأيتها فى عيون الآخرين. والسعادة والعطاء متلازمتان، فالسيد المسيح كان يعلم الجموع قائلا: ( مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ).

توجد مفاهيم خاطئة عند كثيرين عن الاسباب التى تحقق السعادة. فهناك من يظن انه كلما حصل على المال وزادت حصيلته منه سوف يحصل على السعادة حتى لو كان ذلك بطريقة غير مشروعة او فيها ظلم للغير او كان ذلك على حساب صحته أو أسرته أو على حساب الآخرين.

وهناك من يظن ان السعادة فى الوصول الى المناصب او السلطة، فيسعى بكل جهده لكى يصل الى هذا، هناك من يسير فى طريق الشر والخطيئة والرذيلة ظنا منه أن متع الجسد يمكن ان تجلب له السعادة، وهى وإن كانت تحقق السعادة الزائفة لفترة قصيرة او للحظات لكنها تظل تؤرقه وتؤرق ضميره طوال حياته على الأرض وتجلب له العذاب فى الآخرة. فإن لم يرجع عن طريقه ويقدم توبة لله عن ذلك فلن يشعر بالراحة.

ليتنا نعيش فى حياتنا ونحن نحاول أن نسعد الآخرين حتى نحصل نحن على السعادة، وأن نغرس فى أولادنا قيم العطاء والسلام والرضا والقناعة حتى ينشأوا مواطنين صالحين سعداء يشعرون بالسعادة ويوزعونها على من حولهم.

[email protected]