رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من نقطة الأصل

مؤخراً وعلى إحدى القنوات الفضائية أعلن فضيلة الشيخ كمال الهلباوى أنه ضد النظام الملكى! يا فضيلة الشيخ الهلباوى.. لماذا يا مولانا أنت مع أو ضد النظام الملكى؟! ماذا عن مهزلة جرائم الإخوان فى حق مصر شعباً وأرضاً ونظاماً منذ أحداث 23/7/52 والدور الآثم الذى لعبته فيها وما سنته واستنته وابتدعته من خلايا عنقودية وتبنيها للاغتيالات السياسية وأجنحتها السرية العسكرية، بداية النذالة الاجتماعية بدأت وبمشاركتها أشاوس يوليو فى كارثة حل الأحزاب وفى المقدمة منها حزب الوفد الذى رفض دعوتها للخلافة الإسلامية! ليست كل النظم الجمهورية حسنة ولا كل النظم الملكية سيئة! ويقينا ليست كل النظم الملكية متصادمة مع الإسلام! ولكن السؤال الجوهرى فى هذه المعادلة هو: النظم الملكية لمن، والنظم الجمهورية لمن؟!.. فما يصلح لدولة قد لا يصلح لأخرى!.. النظام الملكى بالمملكة المتحدة أعلى من نظم جمهورية أخرى بالغرب من جميع الوجوه، الجمهورية فى أمريكا أيضاً مثال جيد للجمهوريات الديمقراطية، هناك ملكيات انقلبت إلى جمهوريات ديكتاتورية فساء حالها وانقلبت على عقبيها خاسرة قيمها وأساسيات أركانها الشرعية وفى المقابل أخريات تداركت أمورها.. بريطانيا تحولت إلى جمهورية بعدما هزم السياسى العسكرى الداهية أوليفر كرومويل الجيش الملكى وأعلن الجمهورية عام 1653 ثم خلفه ابنه ريتشارد ولم يبق فى منصبه سوى عام وخلع عنه فى 1659.. حيث لم تطل غفوة الشعب البريطانى بل انتفض وحاكم والده وهو ميت وأدانه وقطعوا رقبته ونقلوه من مقبرته غير مأسوف عليه وعادت بريطانيا سيرتها الملكية!

وأيضاً إسبانيا الملكية تحولت إلى جمهورية على يد الجنرال فرانكو، وعلى يديه أيضاً عادت الملكية!.. واليونان كانت ملكية انقلبت جمهورية عندما اختلف ملكها الشاب قسطنطين مع جنرالات بالجيش فأزاحوه عن عرشه وأعلنوا الجمهورية وما لبث الشعب اليونانى أن رفض هذا التصرف غير الديمقراطى فأزاحوا الجنرالات الجمهوريين وحاكموهم بعد أن نزعوا عنهم رتبهم العسكرية وأودعوهم السجون بعد إدانتهم ثم أجروا استفتاء عن النظام الذى يريده الشعب، أسفر عن اختيار الثلث للنظام الملكى بينما اختار الثلثان النظام الجمهورى وهكذا ثبتوا شرعية التحول وشرعية محاكمة الجنرالات الذين خانوا الأمانة.. من هم إذاً القادمون من الماضى ومن هم الذاهبون إليه؟!

أمريكا، الديمقراطية، البرجماتية، هى أيضاً صاحبة الديمقراطية التى أطاحت برئيسها لمجرد أنه استمع لمكالمة لمنافسه أثناء انتخاباتهما قد تكون من باب الصدفة أو الخطأ غير المقصود!.. ومع ذلك فهى دولة لا ماضى مشرف لها، فقد أقيمت على أيدى كل عصابات دول أوروبا الهاربين منها!.. نكرر ليست كل الملكيات فاسدة ولا كل الجمهوريات صالحة!

وفى النهاية.. هل لك أن تدلنى فضيلة الشيخ هلباوى عن دولة عربية واحدة تحولت من ملكية لجمهورية بإرادة شعبية كاملة حقيقية؟!.. مرة أخرى.. ماذا عن العراق الملكية والعراق الجمهورية.. وليبيا الملكية وليبيا القذافى الزلنطحى.. أكتفى بهذا القدر والله جل جلاله وتقدست أسماؤه وآلاؤه يهدى الجميع لكلمة الحق بالحق.