رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشرقات

فى الأيام القليلة الماضية.. شاءت إرادة الله أن يرحل ابن شقيقى الشاب الذى لم يتجاوز الثلاثين عاما.. وقبل ان ننتهى من عزائه تلقينا.. خبر وفاة شقيقى الأكبر.. رحم الله الجميع.

أيام العزاء هذه اتاحت لى ظروف الالتقاء.. بالمئات من أهلى وناسى فى الصعيد.. وهم جميعاً يزرعون القصب.. الذى يعد المحصول الأول هناك.

والغريب أننى وجدت الصعايدة جميعاً غاضبين.. من غلاء الأسعار.. والتي وصلت لأسعار فلكية.

ولكن كانت الشكوى الأهم.. عند كل الناس هى تلك الخاصة بمحصول قصب السكر.. والذى اصبح عبئاً كبيراً على الفلاح.. لدرجة انهم اتخذوا قراراً جماعياً.. بالامتناع تماماً عن توريده لشركات السكر.. ما لم تقم الشركات بتحديد سعر عادل.. يعوض خسائرهم التى فاقت كل الحدود.. حتى أصبحت زراعته نوعاً من العبث.

صحيح أن الحكومة قررت رفع سعر توريد القصب من 400 الى 500 جنيه.. ومع ذلك فهو سعر غير عادل بالمرة مع الارتفاعات الرهيبة التى شهدتها الأسمدة والعمالة الزراعية.. خاصة وأن القصب يحتاج لكثافة عددية من العمالة الزراعية.. خاصة فى فترات حصاده وتوريده لشركة السكر.

ولهذا فهم يطالبون الحكومة برفع سعر توريد القصب إلى 800 جنيه للطن.. وهو سعر مناسب للفلاح.. وللحكومة نفسها التي رفعت سعر بيع السكر إلى اكثر من عشرة جنيهات!

والسؤال هنا: إذا كانت الحكومة تستورد السكر بأسعار عالية وبالعملة الصعبة.. فلماذا تستكثر على الفلاح أن تعطيه حقه؟!

خاصة وأن الفلاح المصرى.. هو الوحيد الذى ظل صابرا متحملا من ثورة 25 يناير وحتى الآن.. لا يشكو ولا يتململ.. رغم ظروف الحياة الطاحنة.. التى أثقلت كاهله!

لم يعتصم.. ولم ينظم الإضرابات.. مثلما كان يحدث من مختلف الفئات والعمالة فى مصر.. لهذا ينبغى على الحكومة.. أن ترد الجميل لـ«أيوب» الأرض المصرية.. الذى نفد صبره تحت ضغط العوز والحاجة.. ومتطلبات الأولاد التى تتزايد كل يوم!