رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

فى مقالى السابق كتبت مستنجداً بالرئيس السيسى لإنقاذ الطيران المدنى مما يعانى منه من إرهاب منذ حادث طائرة مصر للطيران التى سقطت قبالة السواحل الأمريكية عام 1999 وصولاً إلى طائرة باريس المنكوبة والتى سقطت فى مياه البحر المتوسط في مايو الماضى2016.. وذلك لأنى أعتقد يا سادة ومنذ اللحظة الأولى أن ما تم مع الطائرة المصرية عمل إرهابي وليس عيباً فنياً أو خطأ من الطيار كما حاول إعلام العالم تصوير ذلك أمام الجميع فى محاولة لإلصاق التهمة بمصر وطيرانها المدنى وشركتها الوطنية.

والحقيقة التى لا يختلف عليها اثنان هو أن وزير الطيران المدنى شريف فتحى تعامل مع الأمر بمنتهى الحرفية من جهة والشفافية والدبلوماسية السياسية من جهة أخرى وحتى بعد الإعلان من الجانب المصرى عن وجود آثار مواد متفجرة على رفات ضحايا الطائرة المنكوبة ظل محتفظاً بثباته الانفعالى وحنكته وهدوئه، مؤكداً أن الجانب الفرنسى والمحققين الفرنسيين كانوا على علم بكل الخطوات التى تمت قبل الإعلان عن العثور على آثار مواد متفجرة ببعض الرفات البشرية الخاصة بضحايا الحادث وأن السلطات المصرية حرصت على التنسيق فى كل الخطوات مع الجانب الفرنسى قبل إعلان التقرير الأخير رقم 26 وألا يصدر بشكل مفاجئ مثل واقعة طائرة شرم الشيخ والذى تم إعلانه من جانب روسيا دون التنسيق مع لجنة التحقيق المصرية وأن الجانب الفرنسى طلب إجراء مزيد من الاختبارات للتأكد من الأمر قبل الإعلان الأخير فى إطار تنسيق بين محققى الجانبين وأنه تم تسليم كل القرائن والأدلة وأهمها تقرير الطب الشرعى وبعض الرفات والحطام للنيابة المصرية من أجل إجراء تحقيقها طبقا للقوانين.

ياسادة.. بحسب الخطاب المرسل وقتها من «إيرباص» الشركة المصنعة للطائرة جاء فيه انه «من خلال نظام «إيه.سي. إيه. آر. إس» ومن خلال جهاز «ELT» وهو نظام اتصال الطائرات للمعالجة والإبلاغ كخاصية مزودة بالطائرات التى تصنعها من خلاله تم إرسال 3 رسائل قبل ثلاث دقائق من اختفاء الطائرة كانت أولاها فى 02:26 فجرًا بتوقيت القاهرة، أبلغت فيها بمشكلة فى نظام عدم تكون الثلج على نافذة الطيّار، بسبب تعطّل سخّانات النافذة، تبعها مشكلة فى نوافذ كابينة القيادة، المثبتة والمتحرك، ورصدت رسالة أخرى فى الدقيقة ذاتها مضمونها تصاعد الدخان من دورات المياه، ثمَّ فى الدقيقة 02:27 بتوقيت القاهرة، أبلغت بوجود دخان فى أجهزة التحكم الملاحية، وذكرت «إيرباص» أن الطائرة المصرية أرسلت رسالة تبلغ بتعطل وحدة التحكم فى الطائرة «إف.سي.يو»، فى تمام الساعة 02:29 بتوقيت القاهرة، ثم تبعها بثوانٍ رسالة تبلغ بتشغيل وحدة التحكم الاحتياطية، وهى الرسالة الأخيرة بما يتعلق بالطائرة لتختفى تماماً بعد ذلك، وطبقاً لهذه الرسائل أكد طيارون لـ«همسة طائرة» وقتها أن الحدث إرهابى ولا مجال للبحث عن أسباب أخرى.

ومن جانبه أكد اللواء جادالكريم نصر رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للمطارات سابقاً أن نادراً ما يحدث عطل فنى مفاجئ يؤدى لتحطم طائرة، وأن ما حدث هو نتيجة وليس سبباً وهذا ما تؤكده الـ3 رسائل التى أعلنت عنها إيرباص، مشيراً إلى أن العطل الفنى لا يؤدى لسقوط طائرة أمامها 20 دقيقة للهبوط.

همسة طائرة... يا سادة منذ اللحظات الأولى وكل الأدلة والقرائن والتحليلات للخبراء فى مجال الطيران تؤكد أن الأمر «جد خطير» وبالرغم من ذلك التزمت الإدارة المصرية ممثلة فى وزير طيرانها الصمت حتى خرج تقرير لجنتها بهدوء وحتى تصريحات الوزير شريف فتحى بعد ذلك اتسمت بالحنكة السياسية حفاظاً على العلاقات المصرية الفرنسية... لأنه يعلم كما نعلم جميعاً منذ حادث سقوط الطائرة أن الحكاية بمنتهى البساطة هدفها توتير العلاقات المصرية الفرنسية، فمثلما حدث مع الطائرة الروسية لتوتير العلاقات بين مصر وروسيا حدث مثله مع فرنسا، فعندما تطورت العلاقات بين مصر وفرنسا وتكللت بزيارة فرانسوا أولاند للقاهرة وحققت نجاحًا مبهرًا على جميع المستويات وتيقن الجميع بأن فرنسا أصبحت شريكًا فاعلًا لدعم القاهرة فوجئنا باختفاء طائرة مصر للطيران التى انطلقت من مطار شارل ديجول بفرنسا.. فتحية لأبناء الطيران المدنى ووزيرهم الذى صمت طويلاً وكثيراً وتقبل الاتهامات على قطاعه وأبناء شركته الوطنية من أجل الحفاظ على العلاقات المصرية الفرنسية وهو ما نتمنى أن تتفهمه الإدارة الفرنسية عن المسكوت عنه فى الطائرة المنكوبة.