رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون نفاق

أنتهى فصل الخريف جغرافياً وبدأ فصل الشتاء. إلا أن هناك ظاهرة تمر بها مصر حالياً وتعتبر فى منتهى الخطورة، لأنها تهدد أمن مصر القومى فعلاً. هذه الظاهرة هى استمرار دورة حياة ونشاط الحشرات بأنواعها المختلفة بسبب اعتدال درجات الحرارة والزيادة الكبيرة فى القمامة والمجارى الطافحة وغيرها من أوجه البيئة الحاضنة للحشرات وتكاثرها. لم نعتد فى الماضى أن يجىء شهر ديسمبر -أو هاتور بلغة أهل الريف- ونرى النمل ما زال نشطاً والذباب ما زال منتشراً بكثرة والناموس ما زال يلدغ الناس وغيرها من الحشرات والآفات المنزلية والزراعية تبرطع فى البيوت والحقول!

ونحن نعلم أن هذا من نتائج التغير المناخى الذى يمر به كوكبنا إلا أن هذا لا يعنى أن نقف مكتوفى الأيدى فى مواجهة هذا الخطر الداهم الذى يهددنا. إن صحة المواطن المصرى تتعرض لأخطر الأمراض بسبب الحشرات وما تنقله من ميكروبات وفيروسات بين الناس وعلى الطعام والأدوات المختلفة التى يستخدمونها، سواء التلاميذ فى المدارس أو الموظفون فى المكاتب أو العملين فى المصانع والحقول، ناهيك عما تسببه الحشرات من تلويث المياه التى نشربها. كذلك فإن الحشرات والآفات الزراعية تكبد مصر خسائر فى كمية وجودة المنتجات الزراعية تقدر بمليارات الجنيهات سنوياً!

لقد فقدت مصر قرابة 20% من ثروتها من نخيل البلح بسبب سوسة النخيل الحمراء، وتفقد سنوياً قرابة خمسة ملايين طن من الفاكهة بسبب ذبابة الفاكهة المتوسطية، وتفقد سنوياً قرابة مليونى طن من الحبوب بسبب أكاروسات وآفات القمح والذرة! وإذا ذهبنا إلى خسائر مصر فى ثروتها الحيوانية والداجنة بسبب الحشرات وما تنقله وتنشره من أمراض وأوبئة بيطرية، فحدث ولا حرج أيضًا. فإصابة الحيوان بالأمراض قد تؤدى إلى نفوقه، الا أن الأخطر من ذلك هو أن تنتقل هذه الأمراض إلى الإنسان الذى يتناول لحومها!

وبسبب التغير المناخى وظاهرة الاحتباس الحرارى، فإن هذه الخسائر فى البشر والإنتاج ستزيد عاماً بعد عام إن لم نتصد لها بمنتهى الحزم والكفاءة! إن جهود وزارات الصحة والبيئة والزراعة فى مكافحة الحشرات هى جهود ضعيفة للغاية، بل إنها جهود شكلية فقط لإيهام المواطنين بأنهم يعملون! المطلوب هو مضاعفة جهود وحملات مكافحة الحشرات والآفات عشرات المرات عما يتم حاليًا. المطلوب أيضًا عمل حملات توعية للمواطنين وتعريفهم بكيفية مكافحة الحشرات والآفات على المستوى الشعبى فى البيوت والمدارس والمزارع والمصانع وغيرها. مش كفاية إن الحشرات هتكلنا بعد ما نموت؟ كمان تأكلنا وإحنا عايشين؟ اصحى يا حكومة واصحى يا شعب لهذا الخطر المتزايد!