رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون نفاق

يتفق الجميع على أن حجم الزَخَم السياسى الذى يشغل - بل يملأ - الصحف والمجلات ووسائل الإعلام المختلفة والإنترنت، بلغ قدراً مهولاً فى الآونة الأخيرة، بل إن هناك تقديرات - غير رسمية - بأن المصريين ينشرون أكثر من خمسة ملايين تعليق سياسى يومياً فى وسائط التواصل الاجتماعى المختلفة تدور حول الأمور السياسية فى وطنهم، وهذا فى حد ذاته شىء جيد يعكس تحولاً كبيراً فى درجة اهتمام الشعب المصرى بشئون بلاده، على الأقل من الناحية الشكلية،  وبتحليل هذه التعليقات التى ينشرها الناس سنجد أن قلة قليلة منها يعارض الرئيس وحكومته  معارضة علنية سافرة، وهؤلاء هم الكتائب الإلكترونية للإخوان ومنسوبوهم، ثم سنجد عدداً أكبر قليلاً من التعليقات المؤيدة للرئيس وحكومته، وأغلبها صادر عن المواطنين الذين يكرهون الإخوان، وما يمثلونه من فكر وأسلوب حياة ثيوقراطى، ثم سنجد الأغلبية الساحقة من التعليقات التى تصدر عن مواطنين أصبحوا خبراء فى شئون السياسة والحُكم، ويرون أنه من واجبهم الوطنى توجيه الرئيس وحكومته إلى الطريق الصحيح لحُكم البلاد! وإلى الإجراءات المُثلى التى يجب أن يتخذوها تجاه المشكلات والموضوعات المختلفة - وما أكثرها - ذات الشأن العام، وهذا هو المُضحك المُبكى! كل هذا الزَخَم الكبير ليس إلا «طَق حَنَك» بالتعبير الشعبى أى «كلام فى الهوا» بالتعبير الشيك! وسيظل الحال على ذلك طالما استمر تكاسل وعزوف المواطنين عن الانضمام للأحزاب السياسية! كل هذه الطاقة الشعبية الكبيرة التى تتبخر فى الهواء يمكنها أن تقود بلادنا إلى مستقبل أفضل بكثير لو اتَجَهت من خلال القنوات السياسية الشرعية - الأحزاب - لتدفع حركة الوطن إلى الأمام.

إن فى مصر عشرات الأحزاب السياسية ذات الاتجاهات والميول المختلفة، فلينضم إلى أى منها كل مواطن يعتقد أن له آراء وأفكارا يمكن أن تخدم بلاده أو تساهم فى حل بعض مشكلاتها! وحتى المواطنين السفسطائيين اللى مش عاجبهم ولا حزب من الأحزاب ليه ما يجمعوش نفسهم ويؤسسون حزبا جديدا أو أكثر؟! صحيح أن الشعب المصرى يعانى من آثار أكثر من ستين عاماً من حُكم الفرد والديمقراطية الشكلية القائمة على هيمنة الحزب الواحد، وصحيح أن حُكام مصر منذ عام 1952 ناصبوا الديمقراطية الحزبية العداء ونَكلوا بدعاة الحرية وتداول السلطة أيما تنكيل، إلا أن ثورة الشعب المصرى فى 25 يناير 2011 و30 يونية 2013 قَضَت على ذلك بلا رجعة، ولم يعد هناك شخص أو جماعة تستطيع حبس الشعب وإرهابه، كما كان يحدث فى الماضى! لذلك فإن على كل مصرى وطنى حُر أن يبادر بالمشاركة فى حياة بلادنا السياسية بالعمل السياسى المشروع والشرعى، وأن يدرك أن السلبية السياسية سرعان ما تتحول إلى بَلادة سياسية تصيب المواطن فيصبح مَداساً مباحاً لكل من هَب ودَب، ويتحول إلى شخص بلا وزن ولا قيمة، لا يجيد إلا «طَق الحَنَك»!