رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تساؤلات

>> متى نتعلم من أخطائنا ونعمل ما يجب علينا فعله ثم نترك الباقى على الله.. حقيقة إننا شعب مؤمن بقضاء الله وقدره وشعب متوكل على الخالق سبحانه وتعالى.. ولكن لا يجب أن نكون متواكلين مطلقاً.. تتوالى العمليات الإرهابية فى شتى أنحاء المحروسة، وعقب كل عملية يدعو الجميع إلى الحذر والحيطة واتخاذ التدابير الأمنية الصحيحة والضربات الاستباقية للإرهابيين.. ولكن سرعان ما يخبو الأمر وندخل فى دوامة الحياة لنفيق على عملية أكبر وأقذر من العملية التى سبقتها.. ننسى أحياناً أو نتناسى أننا فى حالة حرب.. ومن يحارب فسلاحه صاحى طول الوقت لا تغفل له عين حتى يحقق النصر أو الشهادة، وهذا هو شعار الجندية المصرية العريقة.. ما حدث الجمعة الماضية أمام مسجد السلام بمنطقة الهرم يؤكد أن هناك تواكلاً وتراخياً وتكاسلاً أمنياً.. والذى سقط فيه 6 من رجال الشرطة الذى سقطوا ضحية الانفجار الإرهابى الخسيس قبل تمركزهم كنقطة أمنية فى المنطقة، فهل نعزو ما حدث إلى القضاء والقدر أم إلى الإهمال الجسيم فى العمل حين لم تقم القوة بتمشيط مكان تمركزها قبل الوقوف؟.. وإذا كان هذا هو حال القوة الأمنية وهى تعلم جيداً أنها مستهدفة كما هو حال أى رجل شرطة فماذا عن الحراسات الأخرى؟.. أعتقد أن الداخلية لديها كلاب بوليسية مدربة على كشف المتفجرات وكان يجب الاستعانة بأحدها لتمشيط منطقة الكمين قبل تمركزه.. ولكنه الاستسهال والتواكل الذى أودى بحياة الجنود والضباط.

>> ولم يمر يومان إلا وكانت الفاجعة الكبرى بالعملية الإرهابية الآثمة التى استهدفت الكنيسة البطرسية المجاورة للكاتدرائية فى العباسية، والتى أودت بحياة 25 سيدة وطفلا وإصابة حوالى 50 شخصاً وتفرق دم الضحايا بين الشرطة التى تحرس الكنيسة من الخارج وتؤمنها والأمن الخاص بالكنيسة الذى من المفترض أن يتعرف على هوية وشخوص كل من يدخلها وخاصة أنه يوم الأحد الذى يقصد فيه المصلون كنائسهم، ولكن الإرهابى الخسيس دخل بحزام ناسف وسط السيدات والأطفال وفجر نفسه، فكان الشهداء الذين سقطوا دون ذنب أو جريرة رغم أنه كان يمكن كشفه لو اشتبه به أحد رجال الأمن بالخارج أو مر على جهاز كشف المعادن والمتفجرات فى الداخل، ولكنها الطريقة الروتينية العبثية المصرية فى العمل والتواكل وعدم الإفاقة إلا بعد وقوع الكارثة.. المصاب جلل لأن الإرهابى وخليته اختاروا يوم مولد النبى محمد صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة لكى ينفذ عمليته ضد أبرياء عزل فى بيت من بيوت الله.. فهل ما حدث يتماشى مع أبسط مبادئ الحذر والحيطة والتأمين وخاصة أن هذه الكنيسة لا تبعد سوى عشرات المترات عن الكاتدرائية؟..

الله محاسب من قصر وأهمل وتكاسل وتواكل ولم يؤد عمله كما يجب، فمصر لن تخرج من شدتها إلا بالعمل الجاد والتركيز الشديد بعيداً عن الدروشة وسوء الإدارة التى تدار بها البلاد.

مصر لن تنجح ولن تنمو ولن تخرج من كبواتها بالنوايا الحسنة، ولكن بحسن الإدارة وإعمال القانون وكفي تواكلاً وتكاسلاً لأننا نتراجع وقد نغرق فى خيبتنا بهذا الشكل.. نعم مش هنخاف مش هنطاطى ولكن لابد من العمل الجاد لمحاربة الإرهاب باليقظة والحذر وإعمال القانون بجد.

>> هل هناك رابط بين الحكم بتأييد إعدام الإرهابى عادل حبارة قاتل الجنود الـ25 فى مذبحة رفح الثانية وهذه العملية الإرهابية؟.. أم أن جماعة الإخوان الإرهابية تقول نحن هنا ولابد أن نكون فى حسابات الدولة حتى ولو أودوا بحياة كل المصريين؟..نعم الشعب لفظهم فى 30 يونيو ولكن خلاياهم النائمة تتحرك من الحين للآخر لتثبت وجودهم ليضغطوا على الدولة لتعيدهم جبراً فى الحياة السياسية، وهذا مرفوض تماماً.. لأن الشعب لن يسلم نفسه لمن قتله وأذاه وأراق دمه، نعلم حجم الأعباء الثقيلة الملقاة على كاهل الأمن واستهداف حياة كل ضابط وجندى فى جهاز الشرطة، وهم يعلمون حجم استهدافهم من الإرهابيين.. لذلك يجب أن يكونوا فى حالة يقظة دائمة لأن الغفلة بروح ودماء طاهرة لسنا فى حاجة إلى إراقتها بأى حال من الأحوال.

الإرهاب لن يخيفنا مهما سقط منا من شهداء. مسلم أو مسيحى كلنا نسيج الوطن الواحد حتى يوم القيامة.. لن تسقط مصر ولن يسقط شعبها لمن يراهنون على إحداث فتنة ووقيعة الجمعة سقط المسلمون شهداء والأحد سقط المسيحيون.. ولا ندرى من سيسقط بعد ذلك.. نطالب بسرعة القصاص حتى لا يحرق الوطن.. كلنا زائلون ومصر باقية.. نحن على أبواب عيد الميلاد المجيد واحتفال الإخوة المسيحيين بالعيد فعليهم باليقظة وحالة التأهب القصوى لحمايتهم وأمنهم وحماية دور العبادة وتفتيش الجميع بالتنسيق مع الكنيسة حتى لا نصحو على فاجعة جديدة، فالعمليات الاستباقية كفيلة بردع الإرهابيين وكفانا ما فقدنا من شهداء رحمة الله على الجميع.