رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون نفاق

منذ انتهاء الحرب الباردة - الحقيقية – بسقوط الاتحاد السوفيتى ودولته الفاشية البوليسية، وتحرر واستقلال عشرات الدول والقوميات التى كانت ترضخ تحت سيطرته واحتلاله، كانت هذه هى بداية النهاية للنظم السياسية والاقتصادية الاشتراكية فى العالم. وبدأ نظام عالمى جديد عماده القطب الواحد المتمثل فى الولايات المتحدة الأمريكية وبجانبها، لزوم الديكور لا أكثر، بعض الدول الحليفة لها. وبدأت التنظيمات والأحزاب والحركات الاشتراكية تتراجع وتندثر، بينما بدأت التنظيمات والأحزاب والحركات اليمينية الديمقراطية الوطنية فى الصعود والانتشار. ففى الدول ذات السوابق الاشتراكية والشيوعية سقط من سقط من حُكامها، وعادت إلى أعلامها القديمة وأناشيدها الوطنية الأصلية، وغيّرت دساتيرها بما يسمح بتأسيس الأحزاب، وأعادت البرلمانات، وبدأت نهضة جديدة حقيقية عمادها سياسات إطلاق الحريات والاقتصاد الحر. وفى بعض الدول الغربية التى كان بها أحزاب وحركات يسارية شديدة مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا انهارت تلك الأحزاب وفقدت شعبيتها وأصبحت الصدارة للأحزاب اليمينية الوطنية. وأصبح من الحتمى للأحزاب الاشتراكية (سابقاّ) أن تعيد اختراع نفسها بنبذ الكثير من مبادئها اليسارية البالية واعتناق مبادئ وسطى أو يمينية جديدة. صحيح أننا نشاهد فوز بعض هذه الأحزاب الاشتراكية (سابقا) فى انتخابات برلمانية أو محلية من حين لآخر فى دولة أو أخرى، إلا أن ذلك هو الاستثناء. القاعدة الحالية هى فوز فكر اليمين الوطنى فى كل مكان. اليمين الوطنى دستوره احترام الحريات وحقوق الإنسان فى بلاده، وأن المواطن له الأولوية والتفضيل فى كل شيء. اليمين الوطنى أساسه الدولة المدنية البرلمانية الحزبية القائمة على تداول السلطة وفقًا للإرادة الشعبية. اليمين الوطنى يعتنق قيِم العمل والاجتهاد والمساواة فى الحقوق والواجبات والفُرص. اليمين الوطنى يؤمن بالعدالة الضريبية التى تكفل رعاية للفئات المحتاجة دون الجور على حق المواطن فى تنمية ثرواته وحق المشروعات فى التكوين الرأسمالى الذى يكفل التنمية الاقتصادية باستدامة. اليمين الوطنى يؤمن بأن مساعدة مواطنى الدول الفقيرة يكون بدعمهم فى بلادهم ومساعدة اقتصادها ودعم قيام الديمقراطية واحترام الحريات فيها، وليس عن طريق استقبال مهاجرين غير مؤهلين للاندماج فى مجتمعات جديدة يزاحمون مواطنى البلاد فى أرزاقهم. إن السنوات القادمة ستشهد سيطرة أحزاب اليمين الوطنى على مقاليد الحُكم فى الدول المتقدمة، وسوف تشهد مزيدا من الضغط على الأنظمة الاستبدادية لإسقاطها وإحلال أنظمة مدنية ديمقراطية مكانها . سوف ينجح بعض حُكام العالم الثالث فى الانتقال بدولهم وشعوبهم إلى التقدم والرخاء، فيُخلّدون فى أنصع صفحات تاريخ بلادهم. وسيسقط حُكام آخرون فيتركون بلادهم وشعوبهم فى مستنقع التخلف فيُخلّدون فى مزبلة التاريخ.