رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

النعيم الذى يغرق فيه المصريون الآن محسوس وملموس ومرئى كعين الشمس يطفحه الشعب صباح مساء ويكاد يغرق فيه، ومثل هذا النعيم لا ينكره سوى حاسد أو حاقد أو غلول أو ابن ستين فى سبعين ويمكن لأى راشد وبالغ وعاقل وعنده حبة دم أن يرى آثار هذا النعيم ومظاهره فى وشوش الناس والبسمة التى لا تفارقها أينما ذهبوا وفى أخلاقياتهم المحملة بالنُبل والنخوة والشرف والذمة والضمير اليقظ دائماً وفى قرارات الحكومة العبقرية الذكية التى ترهق نفسها دائماً بهموم ومعاناة شعبها وتخاف على مشاعره وأحاسيسه من الهواء الطائر لذلك تجدها دائماً تسهر الليل على راحته فتؤَكله قبل أن تأكل وتُشربه قبل أن تشرب وتُلَبسه قبل أن تلبس وليس لديها مانع من أن تدخله الحمام ولمَ لا؟!

وكل همها تدليعه وتمتيعه حتى لا يأتى اليوم الذى ينام فيه وهو زعلان أو غضبان من هذه الحكومة ويصر على أن يدعو لها فى كل صلاة جمعة بأن يعمر الله بيتها ويسدد خطى «إسماعيلها» ويزيد من تصريحات وزرائها ودخولهم أكثر وأكثر، قولوا معى آمين وهنيالك يا شعب مصر.

طبعاً هنيالك ببرلمان ليس كمثله برلمان، كل أعضائه لا شغل لهم ولا شاغل إلا حماية مصالح الناس وحل مشكلاتهم، كل أعضائه يبيتون الليل والنهار على إعداد الأسئلة وطلبات الإحاطة والاستجوابات لوقف السلطة التنفيذية عند حدها ومحاربة الفساد والواسطة والمحسوبية، انظر إليهم كيف دعموا هذا الشعب عندما طالبوا بزيادة حوافزهم وعلاواتهم وبدلاتهم ورواتبهم الشهرية وحربهم من أجل عدم إخضاع ميزانية البرلمان لرقابة الجهاز المركزى للمحاسابات وللضرائب، انظر كيف دعموا الشعب بتمرير قانون الخدمة المدنية الذى لم يطبق على وزارات «الداخلية والخارجية والدفاع والبترول والاستثمار والسياحة والكهرباء والاتصالات» والحمد لله اقتصر تطبيقه على الأجهزة المحلية لتقاضيها رواتب تحسد عليها، انظر كيف أيدوا تمرير قانون الضريبة المضافة ويجهزون الساحة للمزيد بل وغضوا الطرف ولا يزالون عن مفاوضات الحكومة من أجل تمرير قرض صندوق النقض الدولى العظيم بشروطه الميسرة المظفرة وتعويم الجنيه من أجل إغراق الطماعين فى حيص بيص وزيادة قيمة الجمارك على الواردات وخير كبير وكثير ووفير وعظيم سيمهد حتما لإعادة انتخاب هذا البرلمان عشر دورات قادمة وشكراً للتحية.

هنيالك يا شعب مصر بعدالة ناجزة واقتصاد يتألق وينتعش يوما بعد يوم وبهذا العصر الذهبى الذى سينقلك من الجهل إلى العلم ومن الفوضى إلى النظام ومن الفقر إلى الغنى ومن التشتت إلى الوحدة ومن الفساد إلى الإصلاح، بل وأصبح الآن من واجبك أيها الشعب الكريم أن تستغفر الله من ذنب جحود النعم وتُسَلم وترضى وتخضع وتقنع بقرارات هذه الحكومة مهما كانت مؤلمة وتأكد من أنها من أجلك أنت، إياك أن تغضب أو تعترض لأنك ستكون وقتها محسوب على الإخوان ومن عملائهم أما إذا طبلت وزمرت أو احتفظت برأيك فسكوتك علامة الرضا وتلطيشك واجب ومعاناتك اختبار من الله واعتقالك ممنوع، وقل لنفسك مهما ضاقت واستحكمت حلقاتها: «الصبر طيب، الصبر مفتاح الفرج، اصبر تنول، ومن شاف بلاوى الناس هانت عليه بلوته» وهنيالك يا شعب مصر.