رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من نقطة الأصل

الشباب فلذات أكبادنا، وهم السند حالياً والأمل مستقبلاً.. غير أن هذا لا ينبغى له أن يعنى الزج بهم إلى ما لا يناسبهم زماناً أو مكاناً!.. فيؤثر عليهم سلبياً نفسياً واجتماعياً فيتجاوزون حدودهم.. والمثل الصارخ لهذا هو ما جاء بتعليقات من أطلقوا على أنفسهم «نشطاء سياسيين»، عن فوز الرئيس الأمريكى ترامب وعمن انتخبوه!.. أقل ما توصف به بجاحة وهطل ومهزلة.. ومن هذا المنطلق فليسمح لى سيادة الرئيس أن أعترض على كثير مما جاء فى المؤتمر الوطنى الأول للشباب فلم يكن فى معظمه إبداعاً ولا انطلاقاً لقيمة علمية أو سياسية أو ثقافية أو اجتماعية، الشباب أداة تنفيذ وليس أبداً أداة قيادة، ولا ينبغى لها بغير استحقاق.. الضوابط العلمية والفكرية للتطور الفائق فى كل المجالات له معايير، ليست سداحاً مداحاً يخضع للأغلبية ومراحل العمر خير دليل على ذلك وهاد لها!.. تولى رئاسة الدولة فى أكبر دولة وأقواها بالعالم – الولايات المتحدة الأمريكية - رؤساء يمكن إرجاع بعضهم للكهول وغيرهم للشيوخ وقلة منهم كانت من الشباب بل إن فرانكلين روزفلت وهو الوحيد من بين 45 رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية تولى رئاستها أربع دورات متتالية بعد أن تخطى سن الشباب!.. ورئيسها الحالى الذى اكتسح هيلارى كلينتون تخطى من العمر السبعين عاماً وفى كل خير!

إن أحداً لا ينسى ما قام به مرسى العياط عندما قام بتحصين قراراته بما كان يسمى «الإعلان الدستورى»!.. إنها فتنة الدفع بالشباب فيما قد يساء فهمه وتأويله، وإن كانت الأكثرية عنها فى غفلة، وقد تكون بذورها فى الأسرة الواحدة.. إن هذا إلا خلط بين الاسم والصفة.. بين الفعل ورد الفعل بين الأصل والصورة.. بين الأصل وظله.. بين الماء حقيقة وكسراب بقيعة!.. وهناك خلط أيضاً بين القوى العاملة المنفذة وبين القيادة.. ما هو المطلوب؟!.. أتجميع المقسم أم تقسيم المقسم؟!.. لمن ولماذا وكيف يتراءى للكافة؟!.. ها كم عينات من الشباب.. شباب العمال.. شباب العاطلين بالوراثة.. شباب العاطلين بالوظائف.. شباب الموظفين.. شباب الأطباء.. شباب الصيادلة.. شباب المهندسين.. شباب كليات الدراسات الإنسانية من آداب وحقوق وفنون.. شباب الفنانين.. شباب علماء الدين.. أما كان من الأوفق بدلاً من المؤتمر القومى للشباب أن تكون التسمية المؤتمر القومى للعقول المصرية.. لأنه إذا سلمنا بالتقسيم على أساس الشباب فلا مناص من مؤتمرات أخرى لكل الطوائف.. لا شىء يجمع فكرياً الشباب، فقط، من حيث إنهم شباب!.. فلا شىء يجمع بين شباب الأطباء وشباب عمال النظافة!

عناصر القيادة إبداعاً وفناً تقوم على الأسس التالية:

1- الذكاء وهو فطرى ويختلف جذرياً من شخص لآخر.

2- الخبرة التراكمية الخلاقة.

3- المحصلة الفزيائية Physical resultant لهذه الخواص.. أكرر ما حدث فى المؤتمر خميرة جيدة لأحداث أو استحداث ما يسمى «الفوضى الخلاقة»!، ألم يأتكم نبأ الطلبة الذين يقيمون أساتذتهم صعوداً وهبوطاً ومنعهم من دخول الكليات!.. فقد يؤدى هذا الفكر إلى التعصب الأعمى فيختار الشاب شاباً لتمثيله فى أحد المجالس النيابية أو التشريعية لمجرد أنه شاب وليس للكفاءة وتحمل المسئولية أو للقدرة على الابتكار والإبداع أو يماثله فى القيمة أو الاتجاه.. تلكم أخطر وسيلة لتشرذم الأسرة وتفتيتها.. إنه الوهم الذى يشوه العلم ويدعو الفكر ليسلك سبيل التشرذم والتيه.

القيادة تفعل وتصقل بالتعليم والتدريب ولكنها أبداً لا تكتسب به.. إنها منحة.. وهبة من الخالق لبعض عباده!