رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شعاع

ثمة تساؤلات، واستفسارات، وعلامات تعجب، حول إشكالية الجمعة الفائتة، والمعروفة إعلاميًا بـ «11/11»، رؤيتى أن الشعب ربما غاب، ولكن حضرت الآلة الأمنية، غاب الشعب، بكل أطيافه، بدءًا من المواطن البسيط، الفقير، الباحث عن شيئين، «الستر.. ولقمة العيش»، ونهاية بالنخبة، مرورًا، بالمجتمع المدنى، بما يحويه، من الفئات المختلفة، والطبقة متوسطة الدخل، وتحت وفوق المتوسطة، والبارجوازية، وميسورة الدخل، وغيرهم.

من بين الأسئلة الملحة، لماذا هذا التكثيف الأمنى، ربما غير المسبوق، طالما أظهرت المؤشرات والملامح، بأن الناس لن تخرج، وأن اليوم يمر كباقى الأيام، لقد رأى العالم المجنزرات، والآليات العسكرية، تجوب شوارع القاهرة، وهى خاوية، شاهد العالم، الحضور الأمنى المذهل، ولم يشاهدوا، البشر، أى بشر، باستثناء تجمعات على أطراف المدن بالمحافظات، من شاهد الفضائيات، ووسائل الإعلام، يوم الجمعة الفائت، سوف يتساءل، لماذا غاب الشعب. وحبس نفسه، أكيد هذا موقف وطنى، يجب أن يعرفه المسؤولون، ويجب أن يعلموا، أن الأمة تعرف الظروف الحساسة التى تمر بها البلاد، ولذلك كانت النتيجة، أن هناك شعبًا، وطنيًا، مخلصًا، محترمًا، صابرًا، محتسبًا، لم يعد قادرًا على مزيد من البهدلة، والتجريب، والفوضى، والمخاطرة. من أى مسؤول. مهما كان موقعه.

نحن هنا لا نتحدث عمن دعا إلى النزول، بقدر ما نتساءل، ماذا لو نزل الناس، وأعلنوا - بشكل سلمى - عما بداخلهم من مشاكل وهموم ومطالب، هل تعامل الدولة معهم، أمنيًا بنسبة 100%، أو تسمع لهم، وتقنعهم، وتتجاوب مع مطالبهم العادلة. هل تقابلهم الهراوات، وتدهسهم الآليات، أم يرفق بحالهم، الكبار، أقصد كبار مسؤولى هذا البلد. بصراحة، عندى اقتناع، ربما يكون غير صائب، يقول إن عزم الدولة يتلخص فى، أن من يخرج ليعبر عن رأيه، أمامه خياران لا ثالث لهما، إما الانتقال إلى إحدى الدارين: دار المعتقل، أو الدار الآخرة، ومن يفلت بأعجوبة، فقد نجا.

لا يجب أن نفرح بأن اليوم عدى على خير، وهذه نعمة من الله، رحمة بهذا الشعب الذى يعانى من قسوة الدولة، بل يجب أن يصل الدرس للجميع، وأقسم، بأن دروس «11/11» كثيرة، ومضاعفة، لمن أراد أن يعتبر، على الشعب - كل الشعب - أن يدرك أنه على حق دائمًا، وأنه هو الرابح دائمًا، وأنه ربح يوم الجمعة، فى عقلانية تفكيره، جنوحه إلى صوت العقل. من ناحية أخرى، على الدولة أن تعلم، أن ما حدث، يعنى أن الشعب منحها فرصة أخيرة لتحسين حياته، وحقه فى أن يعيش حياة آدمية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وأن يتعظ عقلاء السلطة، مما حدث، ويعلمون أن «زمجرة» الفقراء، سوف تقلب الدنيا، وما حدث فى 25 يناير ليس ببعيد، وربما يتكرر، رغمًا عن أنوفنا جميعًا، الشعب المصرى، صاحب حق، ولم يحصل عليه حتى الآن، اللهم احفط مصر من كل سوء.

[email protected]