رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

مما لا شك فيه أننا نمر بعصر يتسم بتزييف التاريخ، تبعًا لمآرب دولية وشخصية في بعض الأحيان. فلا أتعجب أن نسبواـ زورًا وبهتانًاـ  بناء الأهرامات والمعابد الفرعونية إلى اليهود؛ شعب الله المختار.

ولكن ما يدهشني هو أن هناك من الإخوة العرب الأشقاء من ينكرون على مصر حضارتها العريقة التي تجاوزت السبعة آلاف سنة. ويتجاهلون عمدًا تاريخها الحديث من الفنون والآداب يتجاوز مئات السنين.

وهذا بالفعل ما قام به أحد شباب فناني تونس الشقيقة، الغالية. عندما تطاول على فنان العرب الأشهر، وصاحب التاريخ الكوميدي العريق، ليس فقط في مصر أو الدول العربية ولكن على مستوى الفن الكوميدي في العالم؛ الفنان عادل إمام. وذلك أثناء حضوره مهرجان أيام قرطاج السينمائية.

وكان هتاف هذا الشاب الأرعن ضد عادل إمام ـ بل وضد مصر نفسهاـ بأنه إن كانت السينما المصرية هي أم السينما العربية فإن السينما التونسية أبوها.. وإن كانت مصر أم الدنيا فتونس أبوها. وكان ذلك في شكل هتافي يغلب عليه الطابع الصبياني.

ولكن ما أزعج نفسي حقًا هو التصفيق الحاد الذي لاقاه هذا الهتاف من الحضور التونسي بالمهرجان. وكذلك ما نشر في بعض الوسائل الصحفية ومواقع التواصل الاجتماعي التونسي، التي تشدو بما فعل هذا الشاب، ذاكرة أنه لقن عادل إمام درسًا. والذي وإن دل على شيء يدل على غياب تام للوعي العربي.

فلن أتحدث عن قيمة مصر تاريخياً وحضارةً وثقافةً وجغرافياً. ولكن من لم يعٍ الفن المصري بتاريخه العريق، فهو لم يتعرف ـ من قريب أو بعيد ـ على الفن العربي، بل والشرق أوسطي بوجه عام. وأعتقد أن الحديث في هذا الأمر يعد دربًا من المسلمات الأولية، والبديهيات المنطقية.

فلا يمكن أن تجد شخصًا ممن ينطقون لغة الضاد لا يعرف من هم المخرجون المسرحيون المصريون؛ من زكي طليمات وجورج أبيض وسعد أردش وجلال الشرقاوي وكرم مطاوع وأحمد عبدالحليم وهاني مطاوع.. إلى غير ذلك ممن أثروا الحركة المسرحية العربية بالمنهجية والرؤى الفنية العلمية. والذين أسسوا كافة المعاهد الفنية بدول الوطن العربي.

كما لا يمكن تجاهل الكثيرين من المبدعين المصريين في مجال التأليف المسرحي أمثال؛ عبدالرحمن الشرقاوي ونعمان عاشور وألفريد فرج وسعدالدين وهبه.. والكثير والكثير غيرهم.

أم يمكنني أن أنكر في الأدب طه حسين والعقاد ونجيب محفوظ ويوسف السباعي وإحسان عبدالقدوس؟! فمن ذا الذي يستطيع أن ينكر ضوء الشمس الساطع في وهج النهار، إلا أعمى أو كاره للضياء. فما ظنه البعض إهانة لعادل إمام هو إهانة لتاريخ الإبداع العربي.