عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة حق

ما كان للبشرية أن تصل إلى التقدم الآنى، لولا إعطاء العلماء المساحة الكافية لإعمال العقل والابتكار، وتبنى بعض الحلول غير التقليدية للتعامل مع المتغيرات المختلفة، فكانت قوانين العلم التى على أساسها تسير الأمور فى كافة مناحى الحياة.

فبعض الأحيان كانت الحلول تولد من رحم الأزمات، فعندما كان يكتشف مرض ما، يعكف علماء الطب على دراسته، وتتم التجارب إلى أن يبتكر العلاج، بل وتطور الأمر بعد ذلك إلى تخليق فيروسات، وإيجاد سبل التعامل معها.. وفى المجال العسكرى، وخاصة بعد الحروب العالمية، تسابقت الدول الكبرى لامتلاك آليات القوة وأسلحة الردع للحفاظ على ما تحقق من مكاسب.

وفى الواقع المصرى نرصد بعض التحديات التى يولد من رحمها المشكلات، التى تستحق رصد ردود الفعل والقرارات المسئولة تجاهها، ومدى تقييم ذلك فى إطار ثقافة إدارة الأزمة.

فبعض محافظات مصر تعرضت فى الفترة الأخيرة لظاهرة سقوط أمطار غزيرة فى فصل الشتاء والتى قد تصل إلى حد السيول، التى ينجم عنها إغراق الشوارع والبيوت والسيارات، وتخلف من ورائها قتلى ومفقودين من بنى البشر، وهلاكاً وتدميراً للثروات الحيوانية والنباتية، بل وتدمير بعض البنى التحتية من طرق وشبكات كهرباء.

وهذا مدعاة بلا شك وفى إطار مسئوليات السلطة، أن يقوم مسئولو تلك المحافظات باتخاذ التدابير اللازمة للحد من تلك الخسائر، وبل والعمل على إيجاد الحلول للاستفادة من تلك الأمطار بتخزينها والاستفادة منها، لكن يبدو أن ثقافة إدارة الأزمات والتعامل معها ما زالت تحتاج إلى نوع خاص من الرؤى والقدرات القيادية والإدارية.

إما التعامل مع الأزمات المفتعلة من بنى البشر التى عانى منها البسطاء من أبناء الشعب المصرى فى الآونة الاخيرة، سواء أكانت أعمالاً إرهابية، أو احتكار سلع استراتيجية، أو الاتجار فى العملة لدرجة الإضرار بالاقتصاد المصرى.. فتحتاج المزيد من البحث والدراسة لمعرفة أسباب تلك المشكلات، ليعكف على دراستها علماء متخصصون، ليضعوا تصورات لعلاجها من الجذور، بل ووضع آليات دقيقة ومدروسة للتعامل معها حال حدوثها، وألا تترك الأمور للتعامل مع تداعياتها بعيداً عن فن إدارة الأزمات.

وأمانة المسئولية تقتضى ألا يصدر الجيل الحالى الأزمات الحالية إلى الجيل القادم، ولعل ما يحدث الآن فى واقع الاقتصاد المصرى من تداعيات مريرة، ما هو إلا نتاج سياسات خاطئة فى العقود الخمسة الاخيرة، والتى استخدمت فيها المسكنات والمثبطات بدلاً من جرأة التعامل مع المرض.

[email protected] com