رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

للمرة الثانية يحدث هروب مساجين من سجن المستقبل فى بورسعيد، المرة الأولى كانت فى عام 2014 والتى هرب فيها بعض المساجين بعد رشوة أمين شرطة يعمل فى السجن.. والمرة الثانية التى هرب فيها ستة مساجين من نفس السجن، ولكن تلك المرة كان المشهد سينمائياً بحق تفنن فيه من يقف وراء عملية التهريب سواء من أمناء الشرطة أو حتى رتب أعلى.. فالعملية تمت بتخطيط سينمائى، من خلال تهريب بنادق آلية إلى داخل السجن أخفيت أسفل عربة ترحيل المساجين، وبعدها وبعيداً عن العيون قام المرتشون من الأمناء وربما بمعاونة بعض الضباط، حيث يتم التحقيق معهم الآن وهم قيد الحبس، أقول إن المرتشين الذين يفترض بهم حماية المجتمع وحراسة السجن، ولكنهم أدخلوا البنادق الآلية للسجن ومن ثم أعطوها للسجناء، وبدورهم قام السجناء وهم ستة بإطلاق الرصاص والهروب من العنبر، ثم من السجن حيث كانت تنتظرهم سيارات خاصة أقلتهم بعيداً.

وعندما طارد ضابط مباحث أبوصوير السجناء الهاربين أصابته طلقات رصاص أودت بحياته وبحياة آخر.

تصوروا كيف وصل الإجرام لدى بعض رجال الأمن، وكيف تم التخطيط والتنفيذ بهذا الشكل، وكل ذلك والقيادات الأمنية فى السجن وفى المحافظة نائمون فى العسل باعتبار أن كله تمام!!

وإذا كان وزير الداخلية قد قام بنقل بعض قيادات السجن والمحافظة فنحن نتساءل إلى متى سيظل هذا الإهمال والفساد معششاً فى بلادنا، وإلى متى تجاوز بعض أمناء الشرطة الفاسدين، وأكثر جرائمهم سواء بقتل مواطنين أبرياء عزل أو المساعدة فى تهريب المساجين نظير رشوة؟ وما كاد حادث سجن المستقبل يتوارى قليلاً حتى قام أمين شرطة آخر بتهريب مسجونة فى قضية مخدرات من قسم إمبابة، حيث تم القبض على ضابط شرطة وأمين شرطة بقرار من النيابة وحبسهما على ذمة التحقيق، وليس من شك فى أن مثل تلك الحوادث لن تنتهى ما دام هناك فاسدون فى الشرطة، على استعداد لبيع ضميرهم وشرفهم مقابل المال.

وإذا ما عدنا لحادث هروب المساجين الستة من سجن المستقبل بتلك الطريقة السينمائية، فإن الأمر يمثل ناقوساً للخطر، فنحن فيما يبدو لم نتعظ من هروب المساجين واقتحام السجون فى ثورة يناير، ويبدو أن الأمر مرشح للتكرار خاصة مع قيادات الإخوان المحبوسين فى السجون المصرية، فالإخوان المسلمون لديهم المال والعملاء والأتباع، ولن يصعب عليهم فى ظل ذلك الفساد والتراخى الأمنى من تدبير عمليات مماثلة لتهريب بعض قيادات الإخوان من السجون.

وأتساءل لماذا اختفت حراسة السجون الخارجية سواء من الجيش أو الشرطة والتى تمت بعد ثورة يناير بحراسة قوات الشرطة والجيش بمدرعاتهم السجون، فهل انتهى خطر اقتحام السجون حتى تختفى تلك الحراسات، إن الوضع الآن لا يقل خطورة خاصة بعد الأحكام النهائية على بعض قيادات الإخوان، وإلى متى سيظل الإهمال والفساد يستفحل ويتوحش بهذا الشكل ليطال أمننا القومى بمثل تلك الطريقة؟