رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

قام سائق التوك توك بتقديم رؤية واقع ومنظور مستقبلى أذهل المذيع المنبهر بفصاحة السائق مما حدا به إلى سؤاله عن تعليمه؟ فرد مباشرة: «أنا خريج مدرسة التوك توك»! وهو ما جعل الألم يتضاعف فكيف لمن هم من خريجى المدارس والجامعات وحملة الماجستير والدكتوراه ألا يكونوا على هذا القدر من فهم خريج مدرسة التوك توك؟.. لقد أفحم سائق التوك توك الجميع بمعرفته الثاقبة لعدم حاجة مصر لتنمية بنيتها التحتية وهتف ملتاعاً «مشاريع قوميه إيه والناس مش لاقية تاكل والرز والسكر بنستورده»، ثم أردف متلوذعاً: «لازم نهتم بالتعليم والصحة والزراعة» وهنا قرر المذيع الجهبذ إنهاء الحوار فقد أفصح ضيفه عن الكلام المباح!

وحتى نتعلم الدرس من جهبذين المذيع وشلته والضيف ورؤيته، علينا مد الخط على استقامته ونمشى وراء هذا الرجل المهموم بوطنه وعشيرته حتى أنه يقوم بفعل كل ما هو قانونى وفى صالح بلاده؟.. هو يقود مركبة بلا رخصة قيادة فهو لا يدفع تأمينات والمركبة نفسها بلا رخصة تسيير فهو لا يدفع ضريبة تسيير مركبة على شوارع هو لا يدفع ضرائب على دخله لتمهيدها، كما أن أبناءه يتعلمون فى مدارس غير توك توكية مجاناً من الضرائب التى لا يدفعها، وهو وأسرته يُعالجون فى مستشفيات مجانية لا يدفعون ضرائب لإنشائها وصيانتها ومدها بالأدوية اللازمة؟.. وهو وأسرته يتمتعون بدعم الكهرباء والبنزين الذى يمد به توك توكه ويتكسب من خلاله من حصيلة الضرائب التى لا يدفعها هو، ويحصل على المواد التموينية مدعومة من الشعب المصرى الذى يدفع الضرائب لكى يساند سيادته بالرغم من أنه لا يدفع هذه الضرائب؟.. ويفتح حنفية المياه ليشرب ويستحم هو وأسرته ليدفع فاتورة مياه وصرف صحى مدعومة من الضرائب التى لا يدفعها هو، بل ويحصل على نقاط تموينية إذا وفر فى استلام حصته من الخبز المدعوم من الضرائب التى لا يدفعها هو، هل سيقوم خريجو المدارس غير التوك توكية بالتوقف عن البناء والتنمية التى لا لزوم لها وبذلك تقف حركة الإنشاء والتعمير وتتوقف حركة زراعة القمح والمحاصيل ويتم تحويل الصوامع إلى مواقف للتوك توك ويتم التوقف عن إنشاء محطات الكهرباء لتوليد الطاقة وتوجيهها لإنشاء مدارس ويفضل أن تكون توك توكية وليذهب الطلبة والتلاميذ إلى مدارس بلا كهرباء ومياه وبلا طرق ممهدة، ويتم علاج المرضى فى مستشفيات بلا كهرباء ومياه وغازات مطلوبة للمرضى وأن نقوم على زراعة الملوخية والباذنجان فهما لا يحتاجان إلى صوامع ولكن يحتاجان إلى صرف صحى يجرى فى الطرقات؟.. نعم هل علينا أن نهدم الأنفاق تحت قناة السويس ونعيد الأنفاق بين سيناء وغزة للتهريب والإرهاب حتى تكون رؤية خريج التوك توك متكاملة!.. أم هل من الضرورى إعادة حاملات الطائرات والطائرات والغواصات أو بيعها بالمزاد العلنى أو كحديد خردة لنوفر للرؤية التوك توكية السكر والأرز والزيت؟.. أم علينا أن نعيد سكان عمارات تطوير العشوائيات إلى عشوائياتهم وتأجيرها مفروشة فلا داعى لأن ننظر إلى مستقبل أفضل لهم طالما كان صاحب الرؤية التوك توكية غير معنى بهم!

القضية لديه هي عدم قبوله بالإنفاق على المشروعات القومية من حصيلة دخل الوطن من الموارد السيادية والطبيعية التى نشترك معه فى امتلاكها ونحولها إلى إنفاق على الخدمات له التى تقوم الضرائب المُحصلة بتمويلها والتى لا يقوم بالاشتراك فيها! بالرغم من أن سيادته يتمتع بكل ما نستطيعه لدعمه هو وأسرته إعالة وكسباً! هل مقولة خذوا الحكمة من أفواه المجانين أصبحت موضة قديمة ويريد البعض استبدالها بمقولة: «خذوا الحكمة من أفواه الخارجين على القوانين  وعلى قفانا يعيشوا مستهبلين؟»، هل سيأتى الوقت الذى يتفاخر فيه المتعلمون بمقولة: «لو لم أكن خريج مدرسة التوك توك لوددت أن أكون خريج مدرسة التوك توك»؟!.. هل ستقوم الإدارة السياسية بالتوقف عن المشروعات القومية للنمو والتنمية وتوجه هذه الأموال لزراعة الفاصوليا والباذنجان حتى يرضى عنها أصحاب الرؤية التوك توكية أم سيقوم أصحاب هذه الرؤية باستبدال الإدارة الحالية بأخرى باذنجانية تهتم بالخارجين على القانون وبس؟!.. القضية فى منتهى الوضوح السيد خريج مدرسة التوك توك يريد تحسين الصحة والتعليم والزراعة وهو على صواب تام، ولكنه يريد تحسينها من الموارد السيادية والطبيعية التى نمتلكها مع سيادته والتى تقوم على تمويل المشروعات القومية للنمو والتنمية ليقوم بتحويلها إلى خدمات مقدمة لسيادته تمولها الضرائب التى يدفعها البعض من المصريين إلا سيادته حتى تتحسن الخدمات التى تقدم لمعاليه بدون أى مجهود منه سوى الخروج على القانون؟!.. وكأن الشيطان يعظ؟!.. ربنا لا تؤاخذنا بما قال وفعل السفهاء منا.

استشارى جراحة التجميل