رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون نفاق

مما لا شك فيه أن من أهم ثمرات ثورتى 25 يناير 2011 و30 يونية 2013 أن الإنسان المصرى أصبح أكثر إدراكاً ووعياّ بأهمية المشاركة فى الحياة العامة، سواء الحياة السياسية أو غير السياسية، فأصبحنا نرى الناس تقبل إقبالاّ شديداّ على الترشح للمناصب المختلفة سواء كانت مناصب رسمية أو شرفية، سياسية أو نقابية أو رياضية أو غيرها. حتى الترشح لمجالس الآباء فى المدارس أصبح أمراّ ساخناّ شديد التنافسية! كذلك الحال بالنسبة للانتخابات بأنواعها. أصبح النزول والمشاركة والإدلاء بالصوت والاختيار بين المرشحين وبرامجهم يمثل أهمية كبيرة جداّ – بل ومتعة – لمعظم المصريين!

كل ده كويس جداً وأساسًا جيدًا لبناء العقلية الديمقراطية للإنسان المصرى. وأعتقد أننا كمصريين نجحنا فى امتحان سنة أولى ديمقراطية بالفعل. والآن نعيش فى المرحلة التالية والتى أساسها العمل والتنمية والبناء. ولتتحقق التنمية فلابد أن نتعلم ونكتسب ثقافة الاتفاق والاختلاف. فإذا أنت انتخبت أى شخص لأى منصب فلا تتوقع أبداً أنك ستتفق معه فى كل أفكاره أو أعماله أو أساليبه. مستحيل! لابد أنك ستتفق معه فى حالات وستختلف معه فى حالات أخرى. لا بد أنك سترضى عن أدائه فى بعض أعماله وسترفض أداءه فى البعض الآخر. وهنا مربط الفَرس. أن واجب الإنسان الذى يؤمن حقاّ بالديمقراطية هو أن يساند ويدعم المسئول المُنتخب حتى وإن كان لا يتفق معه مائة فى المائة، وإلا فإن العمل والتنمية سيتوقفان حتماّ. أن كل رئيس ومسئول منتخب فى الدولة أو فى حزب سياسى أو شركة أو ناد رياضى أو نقابة أو أتحاد أو غير ذلك يجب دعمه ومساندته طالما ظل فى منصبه حتى لو اختلفت معه. وعند انتهاء مدته فى المنصب نقوم بتقييمه تقييماّ موضوعياّ، فإذا أحسن شكرناه وربما جددنا له، وإذا أساء أقصيناه وحاسبناه على ما أهدر من مال ووقت أثناء عمله. هذه هى الديمقراطية كما ينبغى أن تكون والتى ترتفع بها الشعوب والأوطان!