رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الحادي عشر من نوفمبر، أو «11/11»، يوم كغيره من الأيام.. لا نعتقد أنه سيحمل جديدًا، أو أنه سيشهد تحولًا وتبدلًا في المشهد المصري، بعد الدعوة لما يُسمى بـ«ثورة الغلابة»، إلا إذا كان الأمر يتعلق بريادة المصريين في إبهار العالم بقيامهم بـ«ثورة» كل ثلاثة أعوام!!

نتوقع أن يمر يوم «11/11» بشكل اعتيادي، ولن نرى «انتفاضة» شعبية، للقيام بـ«ثورة جياع»، على طريقة فيلم «هي فوضى»، كما لن تتحقق نبوءة أكثر «المتفائلين» بتغير الخارطة السياسية.. وبالتالي سيظل الوضع كما هو، وإن كان يحمل بعض القلق، الذي يمكن أن يتبدد ببعض التصريحات ومسكنات التهدئة!

نتصور أنه لا يمكن إنكار تصاعد السخط الشعبي بين المصريين نتيجة لتزايد الأزمات الاقتصادية، التي شملت نقص مواد الغذاء على نطاق واسع، مع زيادة معدلات التضخم والفقر، والبطالة بين الشباب، وتضاؤل ثقة المستثمرين في المناخ الاقتصادي، رغم مليارات الخليج وقرض صندوق النقد!!

ما نراه الآن هو مشهد عبثي، يتصدره الإحباط واليأس المتصاعدان من كل ركن في المجتمع، ولذلك نتصور أن الاضطرابات الاقتصادية لم تؤثر على الفقراء فقط، بل امتدت إلى الطبقة الوسطى، والأثرياء أيضًا إلى حد ما!!

إننا بالفعل نمر بمرحلة حرجة للغاية، بسبب سوء إدارة الاقتصاد، والإخفاق في مواجهة التفاوت الاجتماعي، والفشل في ضبط الأسعار، و«التحرش» بالفقراء، من خلال اتخاذ تدابير وإجراءات تقشفية صارمة ستجعل حياة المصريين أكثر صعوبة خلال الفترة المقبلة!!

الأمر خطير، يتجاوز دعوة بعض «النشطاء» إلى تظاهرات احتجاجًا على تدهور الأوضاع الاقتصادية، كما يتجاوز تحميل «أهل الشر» مسئولية ما يحدث، لأنه بالفعل لا يمكن إنكار وجود غليان واحتقان شعبي، وغضب ممتد لقطاعات كبيرة ومؤثرة في المجتمع!!

المؤسف، هو وجود نفاق مبتذل من بعض النُّخَب السياسية والاقتصادية، ومزايدات رخيصة من معظم الإعلاميين، لتحميل «أهل الشر» مسئولية كل ما يحدث من أزمات في المجتمع، وتبرير الواقع البائس بهذه «الشماعة» التي أصبحت نكتة سخيفة معادة لآلاف المرات!!

لقد وصل الاستخفاف بعقولنا إلى أن «أهل الشر» وراء خسارة «الزمالك» بطولة دوري أبطال أفريقا أمام «صن داونز»، وأنهم وراء تفاقم أزمة الدولار في مصر، وبلوغ سعره في السوق الموازية أكثر من 15 جنيهًا!!

«ارحموا عقولنا».. فالأمر ببساطة يتجاوز قدرات «أهل الشر»، في نشر «المناخ التشاؤمي» وتأسيس تنظيم «التوك توك» و«الخلية السكرية».. لأنهم لو كانوا يملكون تلك الإمكانات لاستغلوها بالبقاء في الحكم إلى أن يشاء الله، وما استطاع أحد أن يزحزحهم قيد أنملة!!

لا يمكن أن يظل المواطن البسيط «وحده فقط!» هو المطالب دائمًا بالصبر والتحمل وتسديد فواتير العجز والفشل والإخفاقات المتتالية، كما لا يمكن تغييب عقله، الذي لم يعد يحتمل معجزات «أهل الشر» وقدراتهم الخارقة في افتعال الأزمات المعيشية، والكوارث الاقتصادية وتأجيج  السخط الجماهيري.. ارحمونا!!

[email protected]