رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

يا من كنت عزيزى وصديقى وحبيبى، لم أتخيل أبداً أنك هذا الذى أراه ولا يرانى أعرفه ولم يعد يعرفنى، أمد له يدى فيصر على أن يقطعها، شىء فيك نبت فجأة قتل إحساسك بى وخوفنى منك، أظنك تسير فى الاتجاه الخاطئ برفقة نفوس هجرها الحب منذ سنوات كل ما تسعى إليه أن تتفرج عليك وعلى، وكل منا يولى ظهره للآخر، فلماذا تعطى الفرصة لكى يفرق بيننا من لا يريدنا إلا هكذا؟ بالأمس كنا أنا وأنت على ابن عمى واليوم أصبحت أنت والغريب وابن عمى علىّ، بالأمس كنا أنا وأنت وعموم المصريين إخواناً نتقاسم اللقمة والهدمة، همومنا كانت واحدة وأهدافنا مشتركة، فمن أوغر صدرك مني؟ من علمك تكرهني؟ من صور لك أنك سوف تربح من اختلافى معك واختلافك معي؟.

حكمت بيننا الأيام وتذكر عندما كنا صبية نلهو أنا وأنت فى الشارع ومصر مجروحة بهزيمة يونيو عام 1967 وقتها كنت أشبك يدى فى يدك وفى يد أقراننا ونغنى بمنتهى التحدى: «ها نحارب إسرائيل الأنارب» فلماذا تحاربنى الآن؟ ولماذا أغمضت عينيك عن الأنارب؟ هل تريدهم أسوداً علي؟ أم تريدك نعامة فى حظيرتهم؟.

تذكر كيف بكينا أنا وأنت عندما اعتدى الصهاينة على فلذات أكبادنا فى مدرسة «بحر البقر» وأقسمت لى ساعتها بأنك عندما ستكبر ستحمل سلاحك من أجل أن تنتقم لتلك الزهور التى استهدفت بلا ذنب وها أنت ذا قد كبرت لكن، وبدلاً من ثأرك ممن خانوك وخانونى وقتلوا الأبرياء، ترفع سلاحك فى وجهى وتحرق قلبى على أهلى ومالى وتقطع عليَّ الطريق وتهددنى وتخوفنى وتروعنى وتتعنتر عليَّ وتسلبنى أمنى وأماني؟ ألست أنا أنت وأنت أنا؟ ألم نكن نأكل فى طبق واحد ونشرب من نيل واحد ونستظل بأمل واحد ونحارب عدواً واحداً؟ تذكر فرحتى وفرحتك بانتصار قواتنا المسلحة على إسرائيل فى السادس من أكتوبر عام 1973 ثم افتتاح قناة السويس فى الخامس من يونيو عام 1975 ثم الانتفاضة الشعبية العظيمة يومى 18 – 19 يناير عام 1977، تذكر كم كنت أتأذى وأتألم عندما كان يتسلط عليك الاستبداد ويحجر على رأيك ويغتصب حريتك ويلقى بك إلى المعتقلات بلا محاكمات، وقتها كنت أغضب وأثور وأعلن رفضى لكل ما يمس كرامتك وحياتك وأمنك وكنت أدعو الله ليل نهار أن يمد فى عمرنا حتى نرى اليوم الذى سوف تشرق فيه شمس الحرية والديمقراطية واستجاب الله لدعائى وأطلت علينا فعلاً شمس ثورة 25 يناير 2011 لكننى استغربت جداً لما رأيتك مترددا فى فتح نوافذك لاستقبال هذه الشمس وتساءلت: ألم تكن فى شوق لشروقها مثلي؟ ألم تكن تريد أن تتدفأ بها مثلى ولماذا لم تعلن للعالم كله تحيزك للنور بعد ظلام دامس عشت فيه مكرها ومجبرا؟ ثم لماذا تركتنى فى الميدان عرضة لكل المخاطر وهرولت للتفاوض مع من عذبوك وسحلوك وقهروك ومرمغوا بكرامتك التراب واغتصبوا سنينك واعتبروك محظوراً ابن محظورة؟.

تذكر أنك خوفتنى من المجلس العسكرى بقيادة المشير طنطاوى وإذا بك تتحالف معه، تذكر أنك وعدتنى بأننا سنكون شركاء فى السلطة لإعلاء مصلحة مصر لكنك احتكرت البرلمان ثم استوليت على الرئاسة وخلال سنة واحدة حاولت أن تكون مالكاً لكل شىء فخسرت كل شىء، وبدلا من أن تعترف لى بأنك قد أخطأت فى حقى أجدك تواجهنى ولا أفهم لماذا تواجهني؟ هل لأنك فشلت؟ هل لأنك استعديت عليك كل المؤسسات: «الجيش والشرطة والإعلام والقضاء؟ هل لأنك وصلت إلى الحكم بعد ثمانين سنة ثم فقدته فى سنة واحدة؟ يا أخى، الفشل ليس عيباً لكن العيب هو فى إصرارك على استمرار الفشل، الفشل أن يبلغ بك اليأس حد معاداتك للشعب بدلاً من استعدائك للنظم الاستبدادية، الفشل هو أن تتحول فى عيونى وعيون الناس بدلاً من صاحب حق إلى شيطان يعتدى على الحقوق، من مواطن مصرى بامتياز إلى وكيل لكل من يريدون تخريب مصر «أمريكا وإسرائيل وقطر وإيران وتركيا»، الفشل هو أن تحرض الناس على عدم الذهاب إلى استفتاء يومى 14 – 15 يناير وتحرم نفسك من هذا العُرس الديمقراطى الذى لم تعش مصر مثله يوماً من الأيام .

صدقنى يا أخى أنا أنزف لأنك انشغلت بقطع الأوردة التى تصلك بى وتصلنى بك، لكن أقسم لك أننى لن أخسر وحدى ولن أهزم وحدى ولن أموت وحدى وأنا خائف عليك وحزين عليك، لأنك تنكمش وأنت غير مدرك، لأن سمعتك تنهار وأنت غير مدرك، لأن رصيد احترام الناس لك يتلاشى وأنت غير مدرك، بالمناسبة أمى التى تبكيك وتبكى منك ليل نهار توصينى عليك وتقول لى كلما جاءت سيرتك: «الضُّفر ما بيطلعش من اللحم يا ابنى، هو فى الأول وفى الآخر أخوك، اللى يمسه يمسك واللى يوجعك يوجعه» طبعاً صدقت أمى، ولكى أبقى لك الأخ: اختلف معى كما شئت، حاسبنى عاتبنى هاجمنى، لكن أرجوك، أرجوك، لا تخُنى.