رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون نفاق

صحيح. رُب ضارة نافعة. إن الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى تتعرض لها مصر حالياّ فتحت موضوعات اقتصادية واجتماعية وإنسانية كثيرة تستوجب على كل مصرى منا أن يقف وقفة أمينة مع نفسه، مع ضميره، ليحاسبها على سلوكياتها وعملها فى هذه الحياة القصيرة الزائلة. إن محاسبة النفس هى الخطوة الأولى والأهم فى طريق الإصلاح، و كلنا نعلم يقيناّ أن الله لا يغّير ما بقوم حتى يغّيروا ما بأنفسهم. جوعوا تصِحوا! بمعنى أن الإسراف فى استهلاك الطعام والشبَع هو سلوك ضار بالصحة. وكلنا نعلم أن السِمنة هى باب معظم الأمراض. وإذا نظرت الى أجسام غالبية الناس ستجدها تتجاوز الأوزان الصحية بكثير فى دلالة واضحة على الإسراف فى الطعام و الشراب. وهذه الزيادة الرهيبة فى الاستهلاك هى السبب الرئيسى فى ارتفاع الأسعار لأننا نستورد معظم طعامنا من الخارج وأصبحنا لا ننتج منه إلا القليل. هذا الاستيراد المتزايد هو الذى يسبب ارتفاع أسعار الصرف وانخفاض قيمة الجنيه الغلبان. وهكذا يعيش الاقتصاد المصرى فى حلقة حلزونية مفرغة لن تنكسر إلا بالحد من الاستهلاك! أفيقوا تصحوا! إن استهلاك المصريين للمخدرات فاق كل الحدود! خصوصًا بين الشباب. ربما للهروب من الواقع الصعب والمستقبل الغامض! والذى لا شك فيه أن الدولة متورطة الى درجة كبيرة فى انتشار تعاطى المخدرات و الدليل على ذلك هو الزيادة السنوية الرهيبة فى كميات وأنواع المخدرات التى يتم تهريبها عبر حدودنا ومنافذنا التى من المفروض أن تكون مراقبة ومحروسة، وكذلك بيع وتعاطى المخدرات جهارا نهارا فى شوارع وحوارى مدن مصر وقراها تحت سمع وبصًر الدولة وأجهزتها. إن تجارة و تعاطى المخدرات فى مصر تكلف الشعب عشرات المليارات سنويا، كما أنها تحول شباب الوطن الى كائنات وضيعة مدمنة يهون عليها أى شىء وكل شىء فى سبيل الجرعة فيسرقون ويعتدون ويخونون ويرهِبون! اعملوا تصِحوا! إن بلادنا مليئة بالخيرات والفٌرص لكل من يريد. ولكن الخير لا يأتى إلا بالعمل والاجتهاد. أين الموظف والعامل والفلاّح والتلميذ وربة البيت اليوم بالمقارنة بما كانوا عليه منذ خمسين عامًا؟ من الذى زرع بذور الكسل والتواكل والسلبية واللامبالاة فى كيان الشعب المصرى؟ هل السبب هو نظام التعليم؟ قوانين الحقبة الاشتراكية؟ الدولة العميقة التى ترعى الفساد؟ الاعلام الاستهلاكى المفتقد للقيّم ؟ الخطاب الدينى البالى المتخلف ؟ النظام السياسى الديكتاتورى المناهض لتداول السلطة ؟ الاجابة هى كل هذه الأشياء، بل و أكثر منها. مرة أخرى أدعو كل مصرى و مصرية لمحاسبة الذات والبدء بالنفس، ومرة أخرى أؤكد أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغّيروا ما بأنفسهم.