بين السطور
عندما تذهب لأداء فريضة الحج، فلا بد من الالتزام بالقانون الربانى وأوامر الله عز وجل، فأنت امام امر وقانون بات ونهائى غير قابل للنقض والإبرام، وهو لا جدال فى الحج، بالإضافة لما تتضمنه الآية الكريمة رقم197 من سورة البقرة. إذن المرسوم والفرمان الربانى ينهى عن المخاصمة والمنازعة والمماراة بغير حق ولا يجوز للمحرم بالحج او العمرة ان يجادل بغير حق، لكنك تجد أن المناقشات الحادة تحلو اثناء ذلك.. فماذا عليك حينما تجد ان غرفتك تحولت بقدرة قادر إلى مقر للتحدث فى السياسة والجدال العقيم، حول أحوال البلد بعد قيام البعض بسؤالك عن النظام وما حدث وإرغامك على ان تقول رأيك بالعافية وتقارن ما بين النظامين السابق والحالى خاصة أن حظك العاثر شاء أن تكون مع هؤلاء وتجد من يطل بوجهه الضخم، ليقنعك انه لم يكن مع اللى غار وانعزل لكنهم الآن تعاطفوا بقدرة قادر معه يا سلام وأنه الأفضل. يا ربنا!!؟
فما عليك أمام هذا الكم من نقض الميثاق الربانى وتحت وطأة ضغوط سوف تدخلك فى دائرة لا يحمد عقباها خاصة أنك أعلنت انحيازك لبلادك وحبك لها ولجيشها ونظامها، وبعد أن وجدت صلف ومحاولة إقناعك بشتى الطرق بفكرهم وسؤالهم عن مهنتك، وأمام كل هذا إلا أن تعلن عدم إلمامك بالسياسة لعملك مدرسا فى حضانة وأمام عدم ميلك لهواهم بدأ تعذيبك وممارسة الارهاب النفسى والبدنى عليك، تخيلوا كل هذا فى الحج وبملابس الإحرام، فما بالنا ماذا يفعلون بعيدا عن الحج، الله لا يوليهم ولا يخليهم قولوا آمين. ثم أفقنا من هذا الكابوس الجاثم على انفسنا فى المدينة وربنا رأف ولطف بنا وتغيرت الغرف. نسيت أذكر بعض ما أعجب هؤلاء لتحكموا انتم على نوعهم وفكرهم أنهم يتغزلون فى ريا وسكينة اشهر قتلة القرن الماضى والمنفذ فيهما الإعدام عام 1921 حيث قال هؤلاء إن ريا وسكينة وباقى معاونيهما كانوا يقتلون جنود الاحتلال تخيلوا وانهم ظلموا ياللهول!!؟ ولم يقتلوا المصريين سواء رجالا أو نساء.. تخيلوا قلب حقائق غبى وفكر متهتك وعقول خرفة. وحينما قلنا لهم كيف ذلك إن الاوراق مسجلة والقضية حكم فيها من القضاء كان ردهم الحكومة بتغير أي حاجة! تخيلوا هؤلاء بشر ينتمى لفصيل ربنا لا يعيد أيامه بالإضافة إلى شماتتهم فى الموت، ربنا لا تحشرنا مع هذه العقول تخيلوا جعلوا من ارهابيي سيناء وقتلة جنودنا ابنائهم الابرياء؟ يا نهار بكل الألوان دى عقول!!
بعيدا عن هذه الأقوال والأفعال الشاذة، من الغريب قيام بعض الحجاج بارتكاب أفعال تثير الضحك. فمثلا تجد البعض فى عرفات قام برص بعض الأحجار الصغيرة أو عمل أكوام ترابية وعندما سألوا عن ذلك قالوا ليتمكن أحباؤهم من الحج فى العام القادم فقال لهم بعض الشيوخ إن هذه بدع ونهوهم عن ذلك.
اختم كلماتى بالإشارة لمشهد نفرة عرفات الذى ينسيك كل شىء دنيوى وتتملكك الرهبة، حيث يتجسد أمامنا قول الله عز وجل "إذا بعثر ما فى القبور" لتشعر حقا انك فى يوم الحشر. اللهم نسألك حسن الخاتمة.