رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

منذ فترة ليست بالبعيدة، لاحظت سيدة مصابة بالسكرى تورماً بإحدى قدميها، فتملكها الرعب وراحت تطرق أبواب الأطباء لإنقاذ نفسها، حتى اهتدت لمن شُهِدَ له بالبراعة والتميز فذهبت إليه ودفعت قيمة الكشف «300 جنيه» وبمجرد أن شاهدها الطبيب وبالرغم من عدم قيامه بفحصها، قال للممرضة التى كانت تقف إلى جواره: «خذيها للخارج، فحالتها تحتاج لدكتور أوعية وأنا دكتور جراحة»، توقعت المريضة –بعد ما سمعته– أن تسترد قيمة الكشف، لكن الطبيب استطرد قائلاً: «أعطيها رقم الدكتور فلان بالدقى وأخبريه بأنها من طرفى» وهات الحالة التالية، استعوضت السيدة الله فيما دفعته وتوجهت لطبيب الأوعية الذى أخبرها بضرورة إجراء عملية جراحية فوراً لاستئصال الخراج الموجود داخل القدم بتكلفة قدرها 4 آلاف جنيه ورغم الانزعاج الذى أبدته السيدة من الرقم المطلوب، فإن أبناءها وعدوها بتوفيره، لكن أثناء إجراء العملية فوجئوا جميعاً بالطبيب يستدعيهم ويقول لهم: «لم تعد المشكلة فى استئصال الخراج فقط ولا بد من عمل تسليك للأوعية وتركيب دعامات طبية لوصول الدم للقدم وإلا سوف تُبتَر، فما رأيكم؟ فإما أن نكتفى بما كان ونغلق الجرح على عيبه وتتحملون أمام الله مسئولية بتر قدم أمكم، أو أجرى لها العملية الأخرى من أجل الحفاظ على سلامتها». رد أحد الأبناء: «وكم سندفع يا سعادة الدكتور؟» قال: «فقط 31 ألف جنيه» رد الابن: «يمكن للوزارة عندنا أن تتحمل قدراً من المبلغ المقرر» فقاطعه الدكتور بغضب: «بلا وزارة بلا وجع دماغ سآخذ المبلغ فى يدى كاملاً شاملاً»، قال الابن: «وهل ستعطينى إيصالاً بالمدفوع؟» أجاب الطبيب مستنكراً: «هل تريدنى أن أدفع ضرائب، لا يا سيدى ابحثوا لكم عن دكتور من التأمين الصحى» رد الابن فى هلع: «لا يا دكتور كلنا تحت أمرك فليس لنا غيرك بعد الله نلجأ إليه» قال الطبيب: إذن الخيرة فيما اختاره الله وغداً تجهزون لى المبلغ المطلوب.

خرج الأبناء وأقدام كل واحد منهم تتخبط فى بعضها بعضاً، فمن أين سيحصلون على هذا المبلغ الكبير؟ وكيف سيتم لهم ذلك فى هذا الوقت المحدود؟ وممن سوف يقترضونه؟ وهل سينجحون فى المهمة أم سيفشلون وتكون النتيجة بتر قدم الأم؟.

بعد سؤال الكريم واللئيم وبعد تجميع ما فى بيوت أفراد الأسرة تم توفير المبلغ وأجريت العملية لكن بعد خمسة أيام فقط من إجرائها لوحظ أن هناك تورماً جديداً أعلى الرجل، فعادوا ثانية للطبيب الذى أخبرهم بأن هناك نزيفاً فى أحد الشرايين جاء نتيجة خطأ فى إحكام خياطته ولا بد من عملية جديدة لوقف النزيف بقيمة 10 آلاف جنيه وتم دفع المبلغ المطلوب ونجت السيدة بأعجوبة لكن أبناءها لا يزالون يتحملون ديوناً كبيرة اتهموا –بسبب العجز عن الوفاء بها– بالاحتيال والنصب بينما تتمنى السيدة موتها لأنها عرضت أبناءها للوصم بمثل تلك التهم، وأمثال هذا الطبيب كثيرون يملأون كروشهم بأموال الغلابة ويشترون لأنفسهم ولعائلاتهم فيلات فخمة فى كومباوندات أعدت خصيصاً بجهود أهل المنظرة والفشخرة الكذابة أو يفرون شهرياً لبلدان العالم يسيحون ويطيحون وينفقون ما نهبوه فى أماكن لا تعود بالفائدة إلا على أبنائها ولا أدرى إلى متى تستمر هذه المهزلة؟ ولماذا لا يُعاقَب أمثال هؤلاء بتهمة النصب والاحتيال والتهرب الضريبي؟ ثم أين نقابة الأطباء منهم؟ وطالما أنها تدافع ليل نهار عن كرامتهم وحقهم فى الكادر الخاص وحقهم فى السكن و.. و..، فلماذا لم تتحدث عن واجبات الأطباء تجاه مرضاهم؟ ولماذا لم تطالب البرلمان بإصدار تشريعات تجرم الاتجار بالطب واتخاذه وسيلة للتربح المبالغ فيه؟