رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

يحيرنى موقف المملكة العربية السعودية.. فهذا البلد العربى الشقيق اعتدنا منه على المواقف الهادئة المتزنة.. والحرص على الروابط بكل دول الجوار.. خاصة الدول العربية.. ولكن مواقف المملكة فى العامين الأخيرين تبدو مندفعة إلى أقصى مدى، وقد تغيرت السياسات الخارجية السعودية بشكل حاد منذ ذلك الوقت، وامتدت أذرع المملكة العربية السعودية إلى الخارج، وانغمست فى معارك إقليمية ودولية دون أن تحسبها جيداً، كما اعتدنا مع المملكة السعودية التى لها منزلة خاصة لدى كل عربى ومسلم.. فالسعودية ومنذ بداية الحرب فى سوريا.. قد أخذت موقفاً ضد سوريا وبشار الأسد.. بدعم كل معارضيه وعلى رأسهم كل الفصائل المتحاربة هناك.. مهما اختلفت الأسماء.. ومولت تلك التنظيمات بالمال والعتاد.. وكان الغرض الأول والأخير هو إسقاط نظام بشار الأسد.. ولكن ومع إنفاق مئات المليارات من الدولارات.. لم يسقط نظام الأسد.. وكل ما حدث أن سوريا تحولت إلى خراب.. سواء بيد الأسد.. أو بيد التنظيمات الأصولية فى سوريا.. وشعب سوريا المسكين هو من يدفع الثمن.

وفى اليمن أعلنت السعودية تشكيل قوة عربية خاصة لقتال الحوثيين ودحرهم وطال الوقت وطال القتال، ولم يتحقق شىء من أهداف الحرب على الحوثيين.. لدرجة جعلت دولة الإمارات تسحب طيرانها من أتون تلك الحرب.

وحتى فى لبنان.. فقد غضبت السعودية من قرار اتخذته لبنان على المستوى الدولى، فمنعت إرسال شحنات من السلاح والعتاد بعدة مليارات كانت السعودية قد وعدت بها لبنان.

وعندما اتخذت مصر قراراً بالوقوف إلى جانب المبادرة الروسية، فقد أغضب ذلك المملكة السعودية.. وسارت بوقف شحنات البترول إلى مصر بالرغم من أنها مدفوعة الثمن!

وقبلها غضبت السعودية من مصر لأنها لم تسلمها جزيرتى تيران وصنافير على الفور.. دون أن تدرك السعودية - حتى وإن كان لها حق تاريخى فى الجزيرتين - أن الأمور فى مصر لا تدار كما هى فى السعودية.. ففى المملكة كل شىء خاضع لقرارات ملك السعودية -ولا أحد يعارضه- ولكن الوضع فى مصر مختلف تماماً.

ومنذ وقت طويل.. وهناك بعض الخلافات فى وجهات النظر بين السعودية ومصر.. ولكن الأمور كان يتم التكتم عليها ومعالجتها فى هدوء.. ولكن يبدو أن تلك السياسة قد تغيرت.. فالسعودية الآن -إن لم تكن معها قلباً وقالباً- فأنت ضدها.. ولا مجال هناك لحلول وسط أو محاولة التواؤم.. وهكذا صارت القرارات السعودية حادة صادمة على استعداد لأن تصل إلى أقصى مدى.

ونحن لا ننكر فضل السعودية على أشقائها -ولا وقوفها إلى جانب مصر فى مواقف عديدة- ولكننا من باب المحبة أيضاً نقول إن مصر لا يمكن فرض الوصاية عليها.. لا من أمريكا ولا غيرها.. وقد نقبل وجهة النظر السعودية فى أمر ما.. ولكننا لا نقبل الوصاية منها.. كما أننا لا نقبل الوصاية عليها أيضاً.. وآمل أن يسود العقل والتروى بين مصر والسعودية.. فهما أخان شقيقان.. قد يجوز الخلاف بينهما.. ولكن لا يصح أن يتحول الخلاف إلى غضب وعداء!