عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة حق

منذ 43 عاماً مضت استطاعت القوات المسلحة المصرية، عبور مانع قناة السويس الصعب، واجتياح خط بارليف المنيع بسلاح دفاعى شرقى الصنع، رغم تحصن جنود الكيان الصهيونى فى دشم خرسانية بنقاط حصينة مسلحين بسلاح هجومى غربى الصنع، ليتحقق إنجاز عسكرى تاريخى لا يزال يدرس تكتيكه فى أعرق المدارس والمعاهد العسكرية فى العالم.

وما يجب أن يعلمه الشباب ليفتخروا بجيشهم العظيم، أن هناك 100 ألف شهيد قدموا أرواحهم لاسترداد أرض سيناء الغالية من براثن المعتدى الآثم، ليدركوا أن التضحيات التى تقدم الآن فى سيناء لتطهيرها من فلول الإرهاب الأسود ما هى إلا استكمال لمسيرة الآباء والأجداد للحفاظ على تراب الوطن ومقدساته، لتبقى راية الوطن حرة أبية، لأن عقيدة رجال الجيش راسخة على مر العصور ومستلهمة من شعار سلاح الفرسان المصرى: النصر أو الشهادة.

وعلى الرغم من فارق الإمكانات الاقتصادية فى ذلك الوقت لصالح الكيان المعادى، واستمرار الدعم الأمريكى والأوروبى له، إلا أن المصريين استطاعوا بالتقاء الإرادتين السياسية والشعبية أن يحققوا معجزة بكل المقاييس، كان مضمون نجاحها تعزيز الدوافع الإيجابية والابتعاد عن كل ما هو سلبى، والتسابق فى أداء الواجب، والاصطفاف تحت راية الوطن، وحرمان العدو من أى مساحات للفراغ لاستغلالها.

وفى ظل ما يحاك للدولة المصرية علناً وفى الغرف المغلقة فى كواليس السياسة العالمية الانتهازية الآن، علينا أن نعيد الكرة إذا ما أردنا أن نحافظ على وحدة التراب الوطنى، مستلهمين ذلك من روح نصر أكتوبر المجيد، لأن الأمر وبحق جلل والتحديات جسام، ولعل تقويض الاقتصاد المصرى ومحاولة محاصرته لخير دليل على سوء النوايا، وهى بلا شك المحاولة الأخيرة والمستميتة لتفجير الوضع من الداخل من منظور الضغط الاقتصادى، لكن كياسة المصريين وموروثهم الثقافى والتاريخى ما زال يجهد ويتصدى لأحلام المتآمرين.

وفى الوقت ذاته هناك مسئولية مشتركة للجميع للحفاظ على الوطن ومقدساته فى ظل كافة التداعيات الآنية، أهمها أن يؤمن المسئول أينما كان موقعه، لأنه مكلف بخدمة الوطن، وعلى الجانب الآخر على جموع الجماهير بكافة الأطياف تبنى مفهوم العمل والإنتاج، لأن الأوطان عندما تسقط تغيب الملامح ويرعى الفساد وتهان الكرامة، وأبداً لن يرضى أحفاد وأبناء أبطال نصر أكتوبر إلا المضى قدماً للأمام، ليظل الرأس مرفوعاً عالياً، تحت راية ترفرف فى عنان السماء.

ولا شك أن القيم التى تصل بأى أمة إلى نهضتها، وبأى فريق إلى النصر يتقدمها الصدق والأمانة والإخلاص، بعد الإيمان بالله الواحد القهار.

[email protected]