رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يبدو أن بعض السلفيين لا يزالون يصرون على تمزيق الوطن واللعب على الهوية الوطنية وزرع بذور الشقاق بين أبناء الوطن الواحد، فهم يعيشون فى عالمهم وأفكارهم التى ترفض الآخر من دون سبب واعتباره غريبًا لا شريكًا فى وطن واحد.. يتساوى فيه الجميع بنص الدستور.

وقبل أسابيع رفض السلفيون المشاركة فى إصدار قانون بناء الكنائس وغادر بعض أعضاء الأحزاب السلفية قاعة المجلس عند مناقشة القانون والتصويت عليه.. بدعوى أنه لا يجوز بناء الكنائس فى ديار المسلمين.. وكأن الأقباط لا حق لهم فى هذا الوطن، لا حق مواطنة ولا حق عبادة.. بالرغم من أن الإسلام ومنذ فتح مصر لم يهدم كنيسة أو يمنع بناؤها.. ورغم ما يدعو له الإسلام من صون حقوق الأقباط وحماية كنائسهم وحريتهم فى العبادة.. إلا أن أعضاء المجلس من السلفيين فعلوها ورفضوا القانون، بالرغم من أن وجودهم تحت قبة المجلس هو أمر غير قانونى أو دستورى.. فالدستور ينص على عدم إنشاء أحزاب دينية، ورغم ذلك يتعامى الجميع عن ذلك الأمر لأجل حسابات سياسية.

وقد فعلها بعض السلفيين مرة أخرى فى الأسبوع الماضى بنظرتهم الضيقة المتعصبة لمبدأ المواطنة، وذلك بعد زيارة البابا تواضروس الثانى مدينة مرسى مطروح واستقبال سلفيي مطروح البابا والترحيب به، وإذا كان سلفيو مطروح قد فعلوها وأظهروا روح المحبة والأخوة من استقبال البابا والترحيب به، إلا أن سلفيي الإسكندرية كانوا على العكس والنقيض بزعامة ياسر برهامي، فقد رفض سلفيو الإسكندرية تلك الزيارة وأدانوا ما فعله سلفيو مطروح ..ورأوه خروجًا على الدين.

وقال ياسر برهامي فى هجومه على ما فعل سلفيو مطروح بأنهم تركوا الدعوة السلفية للمد الذى فرض عليهم الترحيب بالباب.. وما أغضب «برهامى» بشدة أن سلفيي مطروح علقوا لافتات ترحب بقداسة البابا، فقال «برهامى» إنه لا قداسة إلا لله .. ولما قدسه الله!

ورغم أن سلفيى مطروح أكدوا أنه لا علاقة لهم بتلك اللافتة التى ترحب بقداسة الباب، إلا أن التراشق والاتهامات ظلت مستمرة ولم يقتصر الأمر على ذلك فقد أقام مشايخ الدعوة السلفية وحزب النور درسًا دينيًا فى مسجد الفتح بمدينة الضبعة تحت عنوان «تصحيح المفاهيم» بحضور ياسر برهامى ويونس مخيون والنائبين عن حزب النور صلاح عياد وأحمد الشريف.. وهاجموا استقبال البابا فى مطروح، غير أن الشيخ على غلاب القيادى بالدعوة السلفية بمطروح قال إن ديننا لا يمنع استقبال البابا أو لقاء غير المسلمين، وأن هناك منافع عديدة تحققت من اللقاء، وأن لقاء البابا ليس محرمًا شرعيًا، كما أكد أنه لم يحدث أى نوع من الاضطهاد أو الفتنة فى مطروح بين الأقباط والمسلمين.

ولكن ما جرى لم ينهي أسباب الخلاف بين سلفيى مطروح والإسكندرية ورغم الرد العاقل للشيخ على غلاب، إلا أن سلفيى الإسكندرية لا يزالون على عنادهم وكرههم للآخر والإعلان عن ذلك صراحة.. دون أن تمسهم يد القانون.. أو يتهمهم أحد بازدراء الأديان.. وكأنما صارت لهم عصمة بحيث لا تطولهم يد القانون.. التى دهست كثيرين بتهمة ازدراء الأديان.